يقول سمع أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- قوماً يتذاكرون الحوض، فقلت: ما كنت أرى أن أعيش حتى أرى أمثالكم يتمارون في الحوض، يعني كل واحد منهم يأتي برأيٍ يخترعه من عنده، والأصل في هذه المسائل أنها مسائل تسليم؛ لأنها مما لا يدرك بالرأي، فلا بد من الرضا والتسليم، والمقرر عند أهل العلم أن قدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم، ومن أراد أن يعرض الأمور على عقله مما صح به الخبر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- لا شك أن عقله يقوده إلى الضلال، فالذي لا يقوده الكتاب والسنة لا شك أن مآله إلى الضلال، وما ذُكر وما عرف عن كثيرٍ من المبتدعة لا شك أن سببه ترك الاعتصام بالكتاب والسنة والاعتماد على الآراء وأقوال الرجال، فحينما تذاكروا الحوض وصار كل واحد يأتي برأيٍ من عنده لا يستند فيه إلى نص، أنكر عليهم أنس -رضي الله تعالى عنه- فقال: ما كنت أرى أن أعيش حتى أرى أمثالكم.