وبهذا ضلوا ضلالاً مبيناً، نسأل الله السلامة والعافية، في هذا يقول الشاعر:
يا صاحب الحوض من يدانيك
وأنت حقاً حبيب باريك
يقول القرطبي: وجميع ما قيل بعد ذلك في تفسيره من الأقوال الأخرى قد أعطيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيادةً على حوضه -عليه الصلاة والسلام-، فالمرجح عند أهل التأويل أنه نهر في الجنة، وبهذا جاء الخبر الصحيح، أو أنه حوض النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي يأتي الحديث عنه لاحقاً -إن شاء الله تعالى-.
في تفسير الألوسي المعروف بروح المعاني، هل الحوض قبل الميزان والصراط أو بعده؟ بعض أهل العلم يرى أن الحوض قبل الميزان والصراط، ومنهم من يرى أنه بعدهما، بعد الميزان والصراط، يعني قريباً من باب الجنة، إذا تجاوز الناس الميزان والصراط وقربوا من باب الجنة يوجد الحوض، فمن أهل العلم من يرى أن الحوض قبل الميزان والصراط، ومنهم من يرى أنه بعدهما، قريباً من باب الجنة، حيث يحبس أهل الجنة من أمة النبي -عليه الصلاة والسلام- ليتحللوا من المظالم التي بينهم، وعلى هذا يكون الصراط في الحوض المبدلة، {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ} [(٤٨) سورة إبراهيم] وهذا قاله: القرطبي في تذكرته.