للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإثبات كون صلاة التراويح بدعة، والإخبار عنها بأنها أو وصفها بأنها (نعمت) ونعم حرف مدح، إذاً هذه البدعة ممدوحة ومحمودة، وهذا معوّل من يرى أن في البدع ما يحمد، وأن فيها ما يمدح؛ لأن عمر قال: "نعمت" ونعم حرف مدح، بخلاف بئس الذي هو حرف ذم، أو فعل على الخلاف فيهما هل هما فعلان أو حرفان؟ المقصود أنه يشعر بالمدح، وهذا معوّل من يرى أنه من البدع ما يمدح، شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول: هذه بدعة لغوية، البدعة في كلام عمر -رضي الله تعالى عنه-: بدعة لغوية، وليست شرعية، فلا مستمسك فيها لقول من يقسّم البدع، وأما الشاطبي ففي الاعتصام يرى أن بدعة على سبيل المجاز، لا على سبيل الحقيقة، يعني عند من يقول بالمجاز لا إشكال في أن يقول هذا الكلام مجاز؛ لأنه استعمال للفظ في غير ما وضع له، لكن الذي لا يرى المجاز وهو المرجح عند أئمة التحقيق، والذي نصره شيخ الإسلام وابن القيم وجمع غفير من أهل العلم، الذي لا يقول بالمجاز، كيف يقول مجاز؟ أولاً كلام شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- في أنها بدعة لغوية، في تقديري أنه غير متجه، لماذا؟ لأن البدعة لغةً: ما عمل على غير مثالٍ سابق، وصلاة التراويح التي جمع عمر -رضي الله تعالى عنه- الناس عليها عملت على مثالٍ سبق في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- صلى بهم الليلة الأولى والثانية ولم يخرج إليهم في الليلة الثالثة، فعملت على مثالٍ سبق على هذه الكيفية، يعني جماعة، فلا يقال: أنها بدعة لغوية؛ لأنها عملت على مثالٍ سبق، وليست بدعة شرعية قطعاً لأنها ثبتت من فعله -عليه الصلاة والسلام-، فليست ببدعة.