فإن من جودك الدنيا وضرّته ا ... جج ومن علومك علم اللوح والقلمِ ماذا أبقى لله -جل وعلا-؟ إذا كانت الدنيا والآخرة من جود النبي -عليه الصلاة والسلام- فماذا أبقى لله -جل وعلا-؟ ومرتبة النبي -عليه الصلاة والسلام- معروفة ومحفوظة في النفوس، وهو أحب إلى المسلم يجب أن يكون أحب إلى المسلم من نفسه، وجاء في الحديث:((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)) وهذا في الصحيحين، وفي البخاري من حديث عمر: لأنت أحبّ الناس إليّ إلا من نفسي، فقال:((بل ومن نفسك يا عمر)) قال: بل أنت أحبّ الناس إليّ من نفسي، قال:((الآن يا عمر)) هذا شيء، المحبة والمودة والتعظيم والاحترام والإجلال وإنزاله منزلته التي أنزله الله بها، وجاء في أوصافه أنه الأعلم، الأخشع، الأتقى لله -جل وعلا-، هذا لا يعني أننا نصرف له شيئاً من حقوق الرب -جل وعلا-، فالرب له حقوقه، والرسول -عليه الصلاة والسلام- له حقوقه، ولا شك أن من المسلمين بل كثير من المسلمين بل ممن يقيم هذه الموالد ويدعي حب النبي -عليه الصلاة والسلام- في محبته للنبي -عليه الصلاة والسلام- خلل وتقصير شديد؛ لأن مجرد الدعوة، الكلام دعوة، تحتاج إلى برهان، ما البرهان على صدق هذه الدعوة، الاتباع، فإذا ابتدعنا في الدين ما صدقنا في دعوانا، فلا بد أن نتبع ولا نبتدع.
يا شيخ وماذا عن أعياد الميلاد، هل تعتبر من البدع المانعة، من الورود على حوض النبي -عليه الصلاة والسلام- والشرب منه؟
أما أعياد الميلاد المعتبرة عند الكفار، فلا شك أن هذه مشابهة لهم، هذه مشابهة لهم، وأمر كما قرر أهل العلم خطير؛ لأن مشابهتهم في الظاهر تدعو إلى مشابهتهم في الباطن، أما كون الإنسان يضع يوماً يحدده في السنة يعود ويتكرر عليه؛ لأنه ولد فيه هو وهذا أيضاً فيه مشابهة وليس من عمل المسلمين، واتخاذ يوم يعود ويتكرر لا شك أنه عيد، وقد نفى النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يوجد عيد للمسلمين إلا الأضحى والفطر فقط.
وأما كونه يذاد بسبب كونه اتخذ عيداً لميلاده أو لميلاد أبيه أو أمه فهذه مسألة تحتاج إلى نظر، بحسب ما يحتف بهذا العيد وما يزاول فيه من منكرات، وهو في أصله ممنوع.