نعم الذي يتدبر ويرتل أفضل بكثير، وقراءة الهذ وإن كان يرجى ما رتب فيها من أجر، وفيها خير ونفع عظيم للإنسان، لكنها ليست بشيء مقارنة بقراءة الانتفاع بالقرآن، والإنسان على ما تعود، الذي تعود السرعة لا يستطيع أن يترك السرعة، مثل السرعة بالسيارة، الذي عود نفسه على السرعة ما يستطيع، فإذا مر بآية تأمر بالتدبر قصر قليلاً؛ يعني الآيات الأربع، آيات التدبر الأربع إذا مر بها قصر قليلاً، ثم نسيها فرجع إلى ما كان عليه، وهذا نظير من جبل على السرعة في القيادة، إذا رأى حادث قصر قليلاً، ثم بعد ذلك عشرة كيلو ينساه، يرجع إلى ما كان عليه، فعلى الإنسان أن يعود نفسه على التدبر والترتيل، لكن شخص من عشر أو عشرين سنة عود نفسه على أنه يختم في كل ثلاث، أو في كل سبع بسرعة بالهذ، وأراد أن يعود إلى الطريقة الثانية الأمثل والأفضل فهل نقول: إنه بدلاً من أن يختم في الشهر أربع مرات يختم واحدة، أو بدل أن يختم عشر يختم أربع أفضل له؟ أو يستمر على طريقته؟ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- إذا عمل عملاً أثبته، والتقليل من الختم رجوع بعض الشيء، رجوع في الكم، وإن لم يكن رجوعاً في الكيف، والعبرة في الكيف؛ لأن بعض الناس يجد في نفسه أن يقلل بعد أن اعتمد طريقاً واستمر عليه سنين، الرسول -عليه الصلاة والسلام- إذا عمل عملاً أثبته، وجاء في الحديث الصحيح في البخاري وغيره ((مه اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا)) هل نقول: إن الذي رجع من الختم عشر مرات في الشهر إلى مرة أو مرتين، نقول: هذا مل؟ أو نقول: إنه بدلاً من الكم نرجع إلى الكيف والكيف أفضل؟ لأن هذا لا بد أن يوجد في نفس الحريص، صاحب التحري يؤثر فيه مثل هذا؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا عمل عملاً أثبته وهذا رجع، عمل عملاً وأثبته مدة طويلة ثم نكص عنه، ورجع، والرجوع والنكوص عند أهل العلم مذموم بلا شك، لكن يبقى أنه بدلاً من العناية بالكم تكون العناية بالكيف، والكيف أهم.
يقول: هل التزكية التي تقدم عند بعض الوظائف أو المعاهد داخلة في النهي؟