مسألة الإنكار والبيان كلها علاج، وبعض الناس يحتمل الكلام مواجهة، وينشرح صدره لقبول الحديث من المتحدث، فمثل هذا يبين له بلطف ورفق ولين أن ما يرتكبه منكر، وبعض الناس تراه من تصرفاته ومن قسمات وجهه أنك مجرد ما تتكلم يثور عليك ولا يقبل منك شيء، فمثل هذا تقول له: يا أخي تفضل هذه إن شاء الله إنها تنفعك، فإذا أخذها وهدأ مثلاً، وقرأها في بيته واستفاد منها لا شك أن هذا أسلوب من الأساليب النافعة إن شاء الله تعالى.
وهذا سائلٌ يقول: ما حكم شراء الصحف والمجلات التي كثرت فيها الصور، وهل يجوز إدخالها إلى المنزل وهل تمنع دخول الملائكة أم لا؟
لا شك أن التصوير واقتناء الصور أمرٌ محرم، داخلٌ في النصوص التي فيها التشديد على المصورين، وهذه الصحف والمجلات لا تخلو من أخبار، طالب العلم قد يكون بحاجة إليها أحياناً، والاطلاع على أحوال من حوله قد يحتاج إليه، لكن لا يصرف إليه جهده وجل وقته، كما يفعل بعض الناس، بعض الناس من أن يخرج من دوامه أو دراسته تكون معه الصحف والمجلات كلما صدر، بلغته وبغير لغته، من بلده ومن غير بلده، ثم لا يزال بها من صفحة إلى صفحة إلى أخرى إلى قدوم النوم، هذا خاب وخسر إذا كان هذه تجارته وهذه بضاعته، فعلى كل حال شراء هذه الصحف إن كان من قصد الاطلاع على هذه الأخبار التي هو بحاجة إليها، فبقدر ما يحتاجه يقتني، ثم بعد ذلك يتلفها ولا يدخلها في منزله؛ لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلبٌ ولا صورة.
وهذا سائلٌ يقول: ما حكم وضع جهاز الجوال على تنبيه فيه قراءات أو تلاوات؟
إذا أدى ذلك إلى امتهان القرآن، وسماع القرآن من غير استماع، فإن هذا لا شك أنه إزراء بالقرآن وامتهان له، القرآن إنما أنزل ليقرأ ويتدبر، ويتعبد بتلاوته، ويعمل بأحكامه، ويتخلق بآدابه، فالقرآن منهج ودستور حياة، ليس لهذا الأمر، فلا يجعل فيه بدلاً من النغمات، ولا يعلق في الجدران؛ لأن هذا خلاف ما أنزل من أجله، المقصود أن مثل هذه التلاوات لا تنبغي بل هي خلاف الأولى.