وهذا سائلٌ يقول: فضيلة الشيخ أنا أعيش في بلاد الكفر، وقد أخذت جنسيتهم، وأعمل فيها منذ زمنٍ بعيد، وأنا أستطيع أن أظهر شعائر العبادة، ولكن هل يلزمني الهجرة من تلك البلاد؟
على كل حال إذا كنت تستطيع الهجرة إلى بلدٍ تأمنُ فيه على نفسك وعلى ولدك وتأمن فيها على دينك أولاً وقبل كل شيء وأديان من ائتمنك الله عليهم، إذا كنت تستطيع الهجرة إلى البلاد الموصوفة بهذا الوصف تعين عليك، أما إذا كنت مستضعفاً لا تستطيع حيلة، ولا تهتدي سبيلاً إلى ذلك فأنت معذور. أما كون الإنسان يقول أنه يستطيع أن يظهر الشعائر، بمعنى أنهم يصلون في صالة أو شقة أو في شيء من هذا، ومع ذلك هم يرون المنكرات، ويطالعونها ويستمرونها، ونشأوا فيها، ولا ينكرونها ولا يستطيعون، فمثل هذا لا يكفي، لا يكفي أبداً.
وهذا سؤال من أسئلة الحضور يقول: إذا كان مديري في العمل لا يصلي فكيف أتعامل معه؟ وهل هذه فتنة؟ وهل أسلم عليه؟
إذا كان لا يصلي بالكلية، تعرف أنه لا يصلي بالكلية، لا في بيته ولا في المسجد ولا في العمل وتارك للصلاة، فهذا المرجح أنه كافر، نسأل الله العافية، والتعامل معه كسائر الكفار لا يبدأ بالسلام، ومع ذلك الهجر إن أمكن هو المتعين، وإذا لم يمكن أو لم يترتب عليه مصلحة، فالصلة التي لا تدخل القلب، يعني صلة بلسان أو شبهه، ولو أدى ذلك إلى بذل شيء من المال له، ويرغب فيه بالإسلام، ويكون من أساليب الدعوة إلى الله -جل وعلا- ويكون هذا أنفع له من الهجر، لا شك أن هذا الهجر -كما يقرر أهل العلم علاج- إن كان أنفع فهو المتعين، وإلا فالصلة.
وهذا من أسئلة الإخوة في المواقع، يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من حافظ على الصلوات الخمس وأتبعها بالنوافل وحافظ على أذكار الصباح والمساء، هل يدخل في جنس المتعبدين، أم أن وصف التعبد مخصوص بصفات لا بد من توفرها؟