على كل حال التعبد أمرٌ نسبي، فالذي يؤدي الواجبات ويترك المحرمات لا شك أنه على خيرٍ عظيم، والأعرابي الذي جاء يقول للنبي -عليه الصلاة والسلام-: أن رسولك يقول: إن الله قد افترض علينا خمس صلوات في اليوم والليلة، قال: آلله أمرك بهذا؟ قال:((نعم)) فقال: والله لا أزيد عليها ولا أنقص، ثم في النهاية بعد أن ذكر شرائع الدين، قال:((أفلح إن صدق)).
فهذا لا شك أنه مفلح، لكن إن زاد من أمور العبادة -والجنة درجات- وهذه العبادات أعني القدر الزائد على الواجبات المسلم بحاجة ماسة إليه؛ لأنه لا يضمن أن يأتي بالواجبات على وجهها، لا بد أن يؤديها ولو في بعض الأحيان على وجه فيه شيء من النقص، بعض الناس يقول إنه صلى في المسجد وحافظ على الصلاة، لكن صلاة لم يخرج منها إلا بنصف أجرها، بثلث أجرها، بربع أجرها بعشر أجرها، هذه الصلاة لا شك أنها تحتاج إلى كثرة في النوافل لتسدد هذا النقص، يعني صلاة ناقصة، وبعض الناس يغتر بقوله -عليه الصلاة والسلام-: ((الصلوات الخمس إلى الصلوات كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر)) يقول: أنا ما شاء الله أصلي الصلوات الخمس في المسجد، ومع هذا تكفر, الصلاة التي لا يخرج صاحبها إلا بعشر أجرها يقول شيخ الإسلام: إن كفرت نفسها يكفي، أما كونها تكفر غيرها فلا.
فالمقصود بالصلوات التي تؤدى على الوجه المطلوب ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) فعلى الإنسان أن يكثر من النوافل علها أن تسد هذه الخروم وهذه الخروق التي في الفرائض، فالإنسان إذا حوسب على صلاته، ورؤي ما فيها من النقص، قيل: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإذا وجد تطوع كمل به النقص، والله المستعان.
وهذا أسئلة من الأخوات، تقول السائلة: ما حكم قراءة المرأة في بعض البرامج العلمية، وتحسين صوتها بقراءة القرآن في البرنامج التعليمي؟