وفيما يُدفع إليه الإنسان، وفيما يُدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء، وهو في الشدة أظهر معناً وأكثر استعمالاً، يعني الإنسان يفتن ويبتلى بالسراء والضراء، يبتلى بالسراء، كما يبتلى بالضراء، يبتلى بالفقر ويبتلى بالغنى، ينظر هل يصبر إذا ابتلي بالضراء والفقر، أو يشكر إذا ابتلي بالسراء والغنى؟ فإن صبر صارت العاقبة الحميدة، وإن شكر في حال السراء صارت عاقبته حميدة والعلماء -كما هو معلوم- يختلفون في أيهما الأفضل، الغني الشاكر، أو الفقير الصابر، في كلام طويل لهم، لكن شيخ الإسلام –كما هو معلوم- يرجح أن المفاضلة إنما هي بالتقوى، فبقدر ما يكون الإنسان أتقى لله، سواءً كان غنياً أو فقيراً فهو أفضل من غيره، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[سورة الحجرات: ١٣]، وفيما يُدفع إليه الإنسان، وفيما يُدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء، وهو في الشدة أظهر معناً وأكثر استعمالاً، كما قال -جل وعلا-: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}[سورة الأنبياء: ٣٥]، {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}[سورة الأنبياء: ٣٥]، ومنه قوله -جل وعلا-: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ}[سورة الإسراء: ٧٣] أي يوقعونك في بلية وشدة في صرفك عن العمل بما أوحي إليك، يسعون جاهدين لصرفك عما أوحى الله إليك، وقال أيضاً الراغب في مفردات القرآن: وهذا الكتاب يحتاجه كل طالب علم؛ لأنه أشبه ما يكون بالتفسير الموضوعي، يعني آيات الفتنة يجمعها في موضع واحد ويفسرها، يعني تريد، هل الترف محمود وإلا مذموم مثلاً، الذي يعيشه كثير من الناس الآن، هل هو محمود وإلا مذموم؟ انظر في مثل هذا الكتاب وتجد ما ورد في الترف من آيات ويفسرها، ما ورد في الإخبات، ما ورد في الخضوع مثلاً، ما ورد في جميع الموضوعات التي تطرق لها القرآن، موجود مجموع هذه الآيات كلها في موضع واحد ويتكلم عليها، وقال أيضاً: الفتنة تكون من الأفعال الصادرة من الله -جل وعلا-، ومن العبد تكون تصدر من الله -جل وعلا-، وتكون أيضاً من العبد، كالبلية والمصيبة والقتل والعذاب والمعصية وغيرها، الله -جل وعلا- يقول:{وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [سورة