وعلى هذا كون الإنسان المسلم يجعل الجنة غايته، أو يجعل الحور العين غايته، مثلاً جاء ذكر هذه الأمور المشجعة من النعيم المقيم وما اشتملت عليه الجنة مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هذه الأمور مشجعة، كما أنه بالمقابل إذا خاف من النار ومن عذاب النار، هل نقول: إن من رجا الجنة رجاءه لله، ومن خاف النار خوفه لله، أو الرجاء للجنة والخوف للنار، هذه المسألة مشكلة، وقد تشكل على كثير من طلاب العلم، نقول: الله -جل وعلا- هو الذي جعل الجنة ثواباً للمطيع، والنار عقاباً للعاصي، ومثال ذلك: لو أن شخصاً بيده عصا –ولله المثل الأعلى- بيده عصا وهددك بالضرب أو بيده سيف هل خوفك من السيف أو من حامل السيف؟ فإذا خفت النار فأنت خائف من الذي جعلها عقاباً لك إذا عصيت الله -جل وعلا-، وإذا رجوت الجنة، فإنما ترجو الله -جل علا- الذي جعلها ثواباً لك.
بعضهم يقول، بعض الطوائف يقولون: لا يجوز أن يلاحظ في العمل ويراعى غير الرب -جل وعلا- ورضاه ومحبته، ويستدلون على ذلك بآخر آية في سورة الكهف:{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[سورة الكهف: ١١٠]، وملاحظة الجنة والخوف من النار هذا كله من الإشراك، نقول: هذا الكلام ليس بصحيح، بل كلام باطل، ولو كان هذا الكلام صحيحاً لما طفحت النصوص، نصوص الكتاب والسنة بذكر الجنة والترغيب فيها، وذكر النار والتحذير منها، وعلى هذا هل في إشكال في العنوان: غايتي؟ نعم.
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟
طالب: هذا يكون فيه، من حيث الكتابة وكذا من كذا يكون فيه مشكلة. . . . . . . . .
المقصود هو رضا الله -جل وعلا- الموصل إلى جناته، وعلى كل حال مثل ما ذكرنا إذا كان العمل عمله الإنسان مخلصاً فيه لله -جل وعلا-، محققاً حديث ((إنما الأعمال بالنيات)) فلا يضره ما طرأ بعد ذلك من الغايات التي، والبواعث التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، فلا تؤثر في العمل.