أيضاً هذه الآلات التي تعتذر بها هي خير معين لك على التحصيل، ما الذي يمنعك إذا تعارض درس مع آخر أن تقتني من الأشرطة التي شرحت فيها الكتب من أهل العلم الموثوقين، وتنظر في المتن تحفظ من المتن وتسمع الشرح وتعلق عليه، هذا درس، وهذا لم يكن موجود بالنسبة لمن تقدم، لا شك أنه موجود الصوارف موجودة، والشواغل كثيرة، ومع ذلك المعين والميسر موجود، لكن ابذل من نفسك تجد -إن شاء الله تعالى-.
يقول: هل يجوز السهر على قراءة الكتب مع ذكر دليل ذلك؟
ترجم أهل العلم ومنهم الإمام البخاري، وذكرنا هذا سابقاً (باب السمر في العلم) وذكر ما يدل على ذلك، وأخبار السلف كثيرة في هذا، فمنهم من يجزئ الليل إلى ثلاثة أجزاء، ينام ثلث، وينظر في العلم ثلث، ثم يصلي ثلث، ومُدح بهذا، ولا يتعارض بهذا أبداً مع حديث:(كان يكره النوم قبلها، والحديث بعدها) والنبي -عليه الصلاة والسلام- بعد صلاة العشاء تحدث مع أهله ساعة، فالمسألة موازنة بين المصالح والمفاسد، ولا شك أن النوم أفضل من السهر على المباحات، فضلاً عن السهر مع التخليط، فضلاً عن السهر مع المحرمات، نسأل الله السلامة والعافية.
يكثر السؤال عما جاء ذكره من حال السلف أنهم كانوا يقرؤون القرآن كل يوم، وهذا مستفيض عنهم.