للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أسئلة:

هذا يقول: كيف يبلِّغ الإنسان علمه وهو غير مؤهل كتدريس الحلقات أو عقد الدروس، وما قولكم فيمن يقول: أنا لا أحفظ القرآن خوفاً أن يكون حجة عليَّ؟

أولاً: كونه يقدم على التعليم قبل أن يتأهل هذا لا شك أنه استعجال للثمرة، فعليه أن يتأهل قبل ذلك، ثم بعد ذلك إذا تأهل ودعت الحاجة إلى أن يعلم عليه أن يبادر بالتعليم فهذه زكاة العلم.

أما كونه لا يحفظ القرآن خشية أن يكون حجة عليه فلا شك أن هذا من تلبيس الشيطان، فعليك أن تحفظ القرآن وأن تجاهد نفسك، وأن تخلص عملك لله -جل وعلا-، وهذا سؤال يرد كثير من الطلاب في الدراسة النظامية، في الكليات الشرعية، كثيرٌ منهم من يقول: أنا دخلت الكلية الشرعية، ونصب عيني التخرج والشهادة وبناء الأسرة، وظروف الحياة، ولا شك أن هذا يخدش في الإخلاص، نقول: نعم يخدش في الإخلاص، فيقول: هل الحل أن أترك الدراسة؟ نقول: لا، ليس الحل أن تترك الدراسة، الحل أن تجاهد نفسك بالإخلاص، وإذا علم الله -جل وعلا- منك صدق النية أعانك.

يقول: كيف نكثر من العبادة والعلم والدعوة وزماننا مليءٌ بالشواغل، كحق الوالدين، والأسرة، والانشغال بالأجهزة الحديث، كالحاسب والجوال ونحوهما، مع انفتاح المنكرات فكيف نقاومها؟ ونعطي كل ذي حقٍِ حقه، وننتفع من الأجهزة، ونكثر من العلم والعبادة والدعوة مع قصر العمر؟

أقول: مثل هذه الأعذار لم تعق من كان قبلك، أنت عندك صوارف صحيح وجدت في هذا الزمن، لكن أنت بهذه الوسائل تدرك ما أدركه من سبقك من العلم بمراحل، بسبب هذه الوسائل، بإمكانك أن تركب السيارة وتصل إلى المسجد بخمس دقائق، لكن من تقدم الذين ليست عندهم هذه الشواغل يحتاج إلى ساعة إلى أن يصل إلى المسجد الذي فيه درس.