بعضهم يبرر هذا الصنيع بهذا الحديث، وأن هذا من رفع ذكره -عليه الصلاة والسلام- يرفع فوق المحاريب ويذكر أيضاً ضمن زخارف ما يزخرف من بيوت وغيرها، هل هذا مبرر لمثل هذا الصنيع، أو نقول أن هذا جمع بين الله -جل وعلا- وبين نبيه فيما لا يسوغ فيه الجمع، ويكون مستند الجمع، ومن يعصهما فقد غوى، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((بئس خطيب القوم أنت)) فهل يستدل بالحديث عن شرعية مثل هذا العمل؟ أو نقول: إنه ممنوع، لأن هذا موجود بكثرة مع الأسف في مساجد المسلمين، وفي بيوتهم وفي منتدياتهم العامة والخاصة، فضلاً عن كونه يذكر من المخلوقين، غير النبي -عليه الصلاة والسلام- مع الله -جل وعلا- أنا أقول مثل هذا، ومثل هذه الكتابات، ومثل هذه التعاليق على الستور وعلى الجدران، سواء كانت بهذه الصفة بالأسماء، بأسماء الله -جل وعلا- أو بأسماء نبيه -عليه الصلاة والسلام- وأعظم من ذلك القرآن الكريم، كون مثل هذا الأمور، تذكر وتزخرف بها البيوت والمساجد، لا شك أن هذا ليس عليه سلف هذه الأمة، وهو من الامتهان لآيات الله -جل وعلا- وقد صدرت الفتوى بمنع مثل هذا، قد يقول قائل أنا أجعل في المجلس عندي آية الكرسي، ودعاء القيام من المجلس -الكفارة كفارة المجلس- ليتذكر بها الغافل، قد يكون بعض الناس ما حفظ آية الكرسي، فإذا علقناها وكثر تردادها لهم حفظوها، وأيضاً كفارة المجلس، قد يغفل عنها بعض الناس فنعلقها، فهل يكفي هذا، لتسويغ مثل هذا العمل؟ نقول: كل عمل -لا سيما ما يتقرب به إلى الله -جل وعلا- يحتاج إلى دليل، يحتاج إلى دليل، يستند إليه في تشريع هذا الأمر.
حكى البغوي عن ابن عباس ومجاهد أن المراد بذلك الأذان، يعني ذكره -عليه الصلاة والسلام- فيه، وأورد من شعر حسان بن ثابت:
أغر عليه للنبوة خاتم وضم الإله اسم النبي إلى اسمه وشق له من اسمه ليجله ... ... ... من الله مشهود يلوح ويشهدُ إذا قال في الخمس المؤذن أشهدُ فذو العرش محمود وهذا محمدُ