للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محل خلاف بين أهل العلم، هل يجب الصلاة والسلام عليه كلما ذكر؟ أو يكتفى بالصلاة عليه مرة، والباقي على سبيل الاستحباب، ولا شك أن الأمر أصله الوجوب، الأمر أصله الوجوب، ثم بعد ذلك جاء ما يدل عليه من قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي)) ((ورغم أنف من ذكرت عنده فلم يصل علي)) –عليه الصلاة والسلام- ولا يتم الامتثال، أعني امتثال الأمر إلا بالجمع بين الصلاة والسلام، فإذا ذكر تقول: صلى الله عليه وسلم، أو عليه الصلاة والسلام، فلا تختصر بحروف أو بحرف، حتى وجد في كتب العلوم الحديثة أن أول من كتب المختصر الرمز "صلعم" قطعت يده, ولا شك أن هذا حرمان، الاقتصار على الرمز سواء كان هذا الاقتصار على الحروف الأربعة أو على حرف واحد، كله حرمان، لا يتم به الامتثال، ومن الناس وهو يصلي على النبي -عليه الصلاة والسلام- تجده يأكل بعض الحروف، أو بعض الكلمات، مثل هذا لا يتم به الامتثال، بعض الناس يستعجل في كلامه، فيأكل حروف أو كلمات، مثل هذا لا يتم حتى يحقق الصلاة والسلام عليه -عليه الصلاة والسلام- كذلكم لا يتم الامتثال إلا بالجمع بين الصلاة والسلام -عليه الصلاة والسلام- فلا يكتفي بالصلاة، ولا يكتفي بالسلام، فلا يقول أحياناً إذا طال الكلام، نسي السلام، فأحياناً يقول بعض الناس: صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم ينسى وسلم، كما فعل الإمام مسلم في صحيحه، ومنهم من يقتصر على قوله: عليه السلام، ولا شك أنه لا يتم الامتثال إلا بالجمع بينهما؛ لأن الله -جل وعلا- أمر بهما جميعاً، {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [(٥٦) سورة الأحزاب].