إشكالهم كيف يجوز أن يكون الله أسكن آدم جنة الخلد ليكون فيها من الخالدين، وهو قائل لملائكته:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}[سورة البقرة: ٣٠]؟ يعني لما بُشر إبراهيم -عليه السلام- بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب ثم قيل له: اقتل ولدك، اذبح ولدك إسحاق، يعني هل هذا يؤثر في نفسه، وتترتب عليه الحكمة والمصلحة التي اختبر فيها إبراهيم وولده، وقد ضُمن له أن يولد لهذا الولد؟ ما يتصور هذا، يكون هذا الكلام لمجرد يعني ما يترتب عليه آثار، واختباره وابتلاءه بذبح ولده من أعظم المحن التي تمر على البشر، وإذا ضمن له أن هذا الولد سوف يولد له، والأمر بالذبح قبل الولادة، ارتاح ما في ذبح، فكيف يقال: إن الذبيح إسحاق؟ ولو قيل، لو، عند من يقول أن الذبيح إسحاق، قالوا: هذا الكلام، كلام منذر ابن سعيد صحيح.