فلا شك أن هذا الأمر موجود إلى الآن, موجود إلى الآن، من قرأ في الرحلات وجد فيها الشيء الكثير، من هذا الغلو المخرج عن الدين، صرف العبادة المحضة للنبي -عليه الصلاة والسلام- ولغيره ممن يدعى فيه الصلاح، يعني في رحلة ابن بطوطة تجده يجلس الأيام، يصرف الأيام والليالي يصعد الجبل لينظر إلى قدم صالح، شخص صالح وطأ في هذا الجبل، والتقى بأناس ادعى فيهم الصلاح وأنهم يديرون الكون ويصرفونه، -نسأل الله السلامة والعافية- والأمثلة من هذا كثير حتى لو أن شخصاً يدرس كتاب التوحيد للإمام المجدد -رحمه الله- فيحتاج إلى أمثلة لما يناقض هذا الكتاب لوجد في رحلة ابن بطوطة الشيء الكثير، ومع ذلكم هي تدرس في بعض الجهات واله المستعان.
من مظاهر الغلو فيه -عليه الصلاة والسلام-:
أقول: من مظاهر الغلو عناية بعض الجهات بالكتب التي فيها شيء من الغلو والإطراء للنبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن الأدلة على ذالكم طباعة هذه الكتب بطريقة أعظم مما يطبع به المصحف الشريف، ووقع في يدي نسخة من دلائل الخيرات طبعت بشكل لا يخطر على بال، تحفة، ومثل هذه النسخة يبالغ في أقيامها، مع أنها صلوات على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أنها لم يرد بها دليل، ولم يثبت بها نص، ولم يثبت في تحديدها وتحديد أوقاتها وأماكنها وزمانها دليل يعتمد عليه، فهي صلوات مبتدعة، ولذا أهل العلم يأمرون بتحريق مثل هذا الكتاب، أيضاً الشفاء للقاضي عياض يطبع بطريقة المصحف، حتى الدواوير التي بين الآيات نظيرها في المقاطع، مقاطع الجمل من الشفاء، مطابقة تامة لطبع القرآن الكريم، وقع بيدي نسخة من الشمائل النبوية للترمذي كذلك، هذا الغلو في هذا الإخراج لهذه الكتب، لا شك أنه يدل على شيء، لكن لا يعني أننا لا نعنى بخصائصه ولا بشمائله ولا بسيرته، -عليه الصلاة والسلام-، يعني وقع في يدي قبل سنين كتاب اسمه جؤنة العطار، يرمي أئمة الدعوة، وعلماء هذه البلاد، بأنهم جفاة، وأن أحدهم يقول: أن عصاه أنفع له من النبي -عليه الصلاة والسلام- سبحانك هذا بهتان عظيم، ويستدل على ذلك أننا لا نقرأ في الشفاء، ولا نقرأ في المواهب، ولا نقرأ في دلائل الخيرات ولا غيرها.