العلماء في هذه البلاد لا شك أنهم يعنون بجانب التوحيد وسد الذرائع الموصلة إلى الشرك، وارتكاب ما نهى عنه النبي -عليه الصلاة والسلام- من الإطراء والغلو والمديح، ولا شك أن في شروح الشفاء شيء من ذلك، حتى فضلت الحجرة على العرش، في بعض شروح الشفاء، في بعض شروح الشفاء شيء من ذلك، وأيضاً ما في هذه الكتب من الأدلة الصحيحة هو موجود في صحيح السنة، موجود في كتاب الله -جل وعلا- وما صح من سنته -عليه الصلاة والسلام- ولا يعني أننا لا نستفيد من هذه الكتب نستفيد ويقر الحق ويزيف الباطل، ونكون في جميع أمورنا متوسطين، لا نغلو ولا نجفو، فعلينا أن ننظر إلى مثل هذا الموضوع كغيره من الموضوعات بعيني البصيرة، بالعينيين كلتيهما لا ننظر من زاوية ونترك أخرى, لا ننظر إلى أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- معظم في النصوص جاءت النصوص بتعظيمه نصوص الكتاب والسنة فقط، ننظر إليها ونقدره قدره ونحبه أكثر مما نحب أنفسنا ونعظمه، لكن لا يعني هذا أننا نصرف له شيئاً من حقوق الرب -جل وعلا-.
أيضاً لا نقصر في حقه، لا نقصر في حقه خشية من أن نقع في الغلو، لا، بل علينا أن نتوسط ونعمل بجميع ما جاءنا عن الله وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام- في هذا الباب، وفي غيره من أبواب الدين، ودين الله -جل وعلا- بين الغالي والجافي.
الأسئلة:
هذا يقول: لو ذكرتم أسماء الكتب الصحيحة لخصائص النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذلك التي ذكر فيه دروس وعبر من سيرته عليه الصلاة والسلام؟
على كل حال الخصائص موجودة في صحيح السنة, وفي الصحيحين وغيرهما شيء كثير، من الخصائص النبوية، شيء كثير، ولا يمنع أن نطلع على ما كتب في هذا الباب ونعرف الحق فنقبل ونعرف ما لا دليل له فنرده.
وأهل العلم أهل التحقيق، عليهم أن يقوموا بهذه المهمة بتهذيب هذه السنن، بتهذيب هذه السنن؛ لأنهم أولى من يقوم بها، ولا يترك تدريسها، لمن هو معتقد لما فيها من مخالفات، بل بعضهم ممن يزيد على ما كتب في هذه الكتب فإذا تولاها أهل التحقيق، وأقروا ما فيها من حق وزيفوا ما فيها من باطل أو علقوا عليه، انتفع الناس بها.