للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على كل حال، إذا وجد من يرتكب منكراً, وسب النبي -عليه الصلاة والسلام- من أعظم المنكرات، لا بد أن ينكر عليه بالأسلوب المناسب، ولا يترك الأمر لآحاد الناس في الحدود والتعزيرات، لو قال: هذا يسب الله أو يسب رسوله لماذا لا أضربه؟ كما فعل الصحابي باليهودي الذي سب النبي -عليه الصلاة والسلام- نقول: الحدود والتعزيرات من حقوق الإمام، ولو تركت لآحاد الناس لصارت الأمور فوضى؛ لأنهم في تقدير ما يوجب التعزير، فقد يظن أحد أن هذا موجب للتعزير وهو في الحقيقة لا يوجبه؛ لأن القائل أو الفاعل له تأويل سائغ أو لأن هذا في تقديره منكر وهو في الحقيقة ليس بمنكر، على الإنسان أن يبين ويوضح وينكر بالأسلوب المناسب الذي لا يترتب عليه منكر أعظم منه، وأما بالنسبة لليد فمن تحت يدك ممن ولاك الله أمره لا مانع من أن تغير باليد لكن ما سوى ذلك، هذه الأمور متروكة للجهات التي خولت من قبل ولي الأمر. والله المستعان.

يقول: الصلاة الإبراهيمية الثابتة لم يرد فيها ذكر السلام فلماذا؟

الصحابة قالوا -رضوان الله عليهم- قالوا للنبي -عليه الصلاة والسلام- عرفنا كيف نسلم عليك، ولفظ التشهد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فيه السلام، ثم بعد ذلك فكيف نصلي عليك؟ قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد)) ففي ذلك جمع بين الصلاة والسلام، علماً بأن هذه الأذكار توقيفية لا تجوز الزيادة عليها، وليس من مظاهر محبته -عليه الصلاة والسلام- أن نزيد على ما شرع، كما يقول بعض الناس: الصلاة على سيدنا محمد، والسلام على سيدنا محمد، هذا في الصلاة، أما خارج الصلاة فسمعنا من قوله -عليه الصلاة والسلام- أنه يقول: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر)) هو سيد بلا شك، لكن مع ذلك لا يزاد على ما شرع، فمن مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله، طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله -جل وعلا- إلا بما شرع لا نبتدع في الدين.

يقول: ما حكم الناس الذين قبلوا رسالة محمد جملة لكن جهلوا كثيراً من التفاصيل؟