أما بالنسبة للمعرض إعراضاً تاماً عن هذا الدين، لا يتعلمه ولا يرفع به رأساً فهذا على خطر عظيم، فهذا على خطر عظيم، أما تعلم ما يجب عل المرء تعلمه، فيجب على المسلم تعلم مسائل، وكل مسلم يجب عليه تعلم ما يصحح ما يجب عليه من أمور الدين؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولا يطلب من جميع المسلمين أن يكونوا علماء؛ لأن العلم وتعلمه وتعليمه فرض كفاية كما هو معروف عند أهل العلم.
يقول: كيف نعامل المسلمين الجهلاء بأحكام دينهم؟
علينا أن نعلمهم وأن نرشدهم وأن نوجههم وأن نأخذ بأيديهم إلى حضيرة الصواب.
هذا يسأل عن مسألة العذر بالجهل؟
مسألة: العذر بالجهل كلام أهل العلم فيها كثير جداً، على كل حال، لا بد من بلوغ الحجة، {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} [(١٩) سورة الأنعام]، وأما قبول الحجة فليس بمسوغ للحكم على هذا الجاهل، إزالة ما يمنع من قبول الحجة، عندنا بلوغ الحجة وعندنا فهم الحجة، وعندنا إزالة ما يمنع من قبول الحجة، أما بلوغ الحجة فأمر لا بد منه، وأما فهم الحجة فإذا كان السامع لهذه الحجة بمنزلة الأعاجم الذي لا يفهم من الكلام شيئاً فلا بد من إفهامه وتفهيمه وشرح هذه الحجة، أما ما يمنع من قبول الحجة من إتباع للرؤساء والآباء وأشباه ذلك {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} [(٢٣) سورة الزخرف]، هذا لا يلزم منه عدم الحكم على الفاعل، ولذا تجدون في كثير من الأقطار ما يوجد عندهم من مانع لقبول الحجة، وما هذا المانع تجده إذا قيل له الطواف على القبور شرك، يقول: عهدنا شيوخنا وقد عرفناهم منذ عرفنا أنفسنا، وهم يطوفون بالقبور وهم أهل علم وخير وفضل وصلاح، وكما تثق أنت بعلمائك نحن نثق بهم، هذا لا شك مانع من قبول الحجة، لكن هذا ليس بعذر إذا بلغت الحجة وفهمت الحجة.
يقول: كيف نوجه الآية: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [(٩٥) سورة الحجر]، وقد وجد بعض هؤلاء المستهزئين؟