الله -جل وعلا- كفاه المستهزئين به من وجوه, أما بالنسبة لمن استهزأ به في وقته، فقد كفاه الله إياهم، كفاه الله -جل وعلا- إياهم, وذكر ابن جرير وغيرهم من أهل العلم من المفسرين وقائع حصلت لهؤلاء، وقائع حصلت لهؤلاء، وأن الله -جل وعلا- أراحه منهم، وقضى عليهم، أما من يستهزئ به بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- لا شك أن مثل هذا لا يضيره -عليه الصلاة والسلام- بذاته، وإنما قد يكون في المحنة منحة، رفع درجات له -عليه الصلاة والسلام- وانتشار لدينه كما حصل، وأيضاً تعظم الأوزار بالنسبة لهؤلاء المستهزئين، وهذه المسألة كغيرها مما يقع من الناس مما يغضب الله -جل وعلا-.
يقول: عندما نسافر إلى مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعض الناس يقولون لنا سلم لنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنده قبره، فهل يجوز لنا أن نسلم عليه -عليه الصلاة والسلام-؟
إذا قال لك سلم لنا على رسول الله عند قبره، تقول له: سلم عليه وأنت في مكانك، وسوف يبلغ هذا السلام.
يقول: هل يجوز للمسلم أن يقتل من سب النبي -عليه الصلاة والسلام- بدون إذن من السلطة الحاكمة؟
قلنا: إن الحدود والتعزيرات أمرها إلى السلطان، وليست لآحاد الناس، ولو تركت لآحاد الناس، لصارت المسألة فوضى، وكل من أراد أن ينتقم من شخص، كل من أراد أن ينتقم من شخص ادعى عليه أنه فعل كذا، مما يوجب قتله، أو تعزيره, وإذا كان في الحديث "الرجل يجد عند امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه قال:((نعم))؛ لأن هذه الحدود ليست لآحاد الناس لو قتله قتل به؛ لأن مثل هذا يفتح باب شر مستطير, كل إنسان يكون بين وبين آخر عداوة يستجره إلى بيته ويستضيفه، ثم يقول إنه وجده على زوجته فيقتله، هذه الأمور محسومة ومحكمة, والباب موصد ومتقن ولله الحمد والمنة.
يقول: ما موقف المسلم في الدول غير الإسلامية، ممن يسبون النبي -صلى الله عليه وسلم- والدين هل يرد ذلك بقدر استطاعته؟ وإذا كان الأمر يؤدي إلى هلاكه أم يكرهه بقلبه؟.
إنكار المنكر، لا شك أن هذا منكر، وإنكاره على الدرجات التي جاء بها الحديث الصحيح.