المقصود أن العدد غير مراد بدليل أنه ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- الزيادة على الإحدى عشرة، وما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- على حد علمها، والمثبت مقدم على النافي، وعلى هذا القول المرجح في القيام أنه لا حد له، بل يصلي الأرفق به والأنفع لقلبه، فإذا كان الأرفق به كثرة الركوع والسجود، وفي هذا يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لمن طلب مصاحبته ومرافقته في الجنة:((أعني على نفسك بكثرة السجود)) والسجود أشرف أركان الصلاة، و ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)) والكثرة مطلوبة كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ((أعني على نفسك بكثرة السجود)) وإذا كان الأنسب له تطويل القيام وكثرة قراءة القرآن لأنه يتلذذ به فالقرآن أفضل الأذكار، والخلاف بين أهل العلم في المفاضلة بين طول القيام الذي هو القنوت {وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [(٢٣٨) سورة البقرة] وهو أشرف من غيره بذكره لا بذاته، والسجود أشرف بذاته، وعلى كل حال المسألة مفترضة فيمن يريد أن يقوم من الليل ساعة، أو ساعتين أو ثلاثة، ويسأل يقول: هل أصلي في الثلاث الساعات إحدى عشرة ركعة أو أصلي ثلاثين ركعة، أيهما أفضل؟ نقول: إذا أردت أن تقتدي بما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- كماً وكيفاً فهذا هو الأكمل، ما تقول: أنا أقتدي بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وأنه ما زاد ثم تنقر إحدى عشرة ركعة في عشرة دقائق، وتقول: أصبت السنة، لا يا أخي، إذا أردت أن تنظر إلى هذا العدد فانظر إلى أنه -عليه الصلاة والسلام- افتتح البقرة ثم النساء ثم آل عمران في ركعة، وركوعه قريب من قيامه، ركوعه وسجوده قريب من السواء، فإذا استغل الوقت، ولذا جاء في سورة المزمل التحديد بالوقت بالزمن لا بالعدد {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [(٢) سورة المزمل] ثم في آخر السورة {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} [(٢٠) سورة المزمل] المقصود أن التحديد بالزمن له نظر، بل له الحظ الأكبر من النظر، فالذي يصلي ثلاث ساعات أفضل من الذي يصلي ساعتين اتفاقاًً، فالمسألة مسألة وقت، فإذا عمر هذا الوقت بطاعة الله -جل وعلا- وعندنا ما يؤيد الإطلاق