للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طيب الإمام يوتر في أول الليل وجاء قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً)) يقول: أنا أريد أن أوتر آخر الليل، وأنصرف قبل الإمام، نقول: لا يكتب لك قيام ليل حتى ينصرف الإمام، ماذا يصنع؟ يوتر مع الإمام ويشفع الوتر، أو يصلي مع الإمام ويوتر معه ويسلم معه؛ لأن الأقوال ثلاثة في المسألة، ثم إذا تيسر له أن يقوم من آخر الليل يصلي ركعة تشفع له ما أوتر، ثم يجعل آخر صلاته في الليل وتراً، أو يصلي شفع مثنى مثنى إلى أن يطلع الفجر ووتره انتهى، الذي أوتره مع الإمام، أما كونه يصلي ركعة إذا قام من الليل تشفع له ما أوتر، وقد جاء قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((لا وتران في ليلة)) نقول: هذا أوتر ثلاث مرات، وهذا ليس بشرعي، كونه يصلي بعد الإمام يعني إذا سلم الإمام قام وجاء بركعة، هذا ما فيه إشكال، تشفع له وتره ويكون وتره في آخر الليل، وبذا قال جمع من أهل العلم، ومنهم من قال: ينصرف مع الإمام وإذا تيسر له القيام يصلي؛ لكن يصلي مثنى مثنى، ولا يعيد الوتر لأنه أوتر، والصلاة بعد الوتر لا شيء فيها، بدليل أن النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا سلم من وتره صلى ركعتين، فدل على أن قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً)) أمر إرشاد، وأن هذا أولى، وأنه ليس بإلزام بدليل أنه كان يصلي بعد الوتر، يصلي ركعتين، فإذا صلى مع الإمام التراويح وسلم معه فإن تيسر له أن يقوم ويصلي في آخر الليل الذي هو أفضل يصلي مثنى مثنى.

قد يقول قائل: لماذا لا أترك الصلاة مع الإمام لأن عمر يقول: "نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل" فأنا أريد أن أفعل الأفضل، وبدل ما يصلي الإمام أول الليل ويقرأ في صلاته كلها نصف جزء، أنا أصلي آخر الليل بدل ما ينتهي الإمام من صلاته في أقل من ساعة، أنا أصلي في آخر الليل ثلاث ساعات، واقرأ أربعة أجزاء، له ذلك، له ذلك، وإنما صلاة التراويح من أجل بعث الهمة والنشاط؛ لأن بعض الناس إذا لم يصلِ مع الناس، يرى الناس عن يمنيه وعن شماله يتشجع وينشط.

إن التراوح راحة في ليله ... ونشاط كل عويجز كسلانِ