المقصود أن صلاة التراويح الذي جمع عمر عليها الناس سنة، وإن أساء بعض الشراح الأدب مع الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وعرفنا أن لها أصل في الشرع فليست ببدعة، لما أراد أن يتكلم على قول عمر -رضي الله عنه وأرضاه-: "نعمت البدعة" قال: "البدع مذمومة ولو كانت من عمر" هذا إساءة أدب مع هذا الخليفة الراشد؛ لكن الله المستعان يريد أن يحرص على شيء على تحقيق السنة وتطبيقها ثم بعد ذلك يقع في مثل هذا، يكون مثل ما قال بعض الشراح في ((لم يتكلم في المهد إلى ثلاثة)) والحديث الصحيح في البخاري يقول: "في هذا الحصر نظر" هذه إساءة أدب، أنت تشرح كلام من؟ تشرح كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي لا ينطق عن الهوى، وأنت تشرح أيضاً كلام عمر -رضي الله عنه- الذي جاءت النصوص بمناقبه التي لا تعد، والأمر بالاهتداء بهديه والاستنان بسنته، فالمقصود أنها ليست ببدعة، وليس في قوله مستمسك لأحد.
قيام رمضان الذي جاء الحث عليه:((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) قيام رمضان يتم بصلاة التراويح على أن تكون مع الإمام من بدايته إلى نهايته، بحيث لا ينصرف قبل الإمام ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)) يكتب له قيام هذه الليلة.
إذا افترضنا أن المسجد فيه أكثر من إمام وقال قائل مثلاً في الحرم في الحرمين الشريفين أكثر من إمام، صلى مع الإمام الأول وانصرف، قال: صليت مع الإمام، فنقول: لا يا أخي حتى تنتهي صلاة التراويح ويفرغ منها بوترها.
ونقول: الإمامان أو الأكثر من إمامين حكمهم حكم الإمام الواحد؛ لأن الصلاة واحدة والمفترض أن يتولاها إمام واحد، فلو حصلت المعاقبة فصلاة واحد؛ لأن بعض الناس صاحب مزاج يرتاح لفلان ولا يرتاح لفلان، يصلي وراء فلان ولا يصلي وراء فلان، ويقول: صليت مع الإمام حتى انصرف، فنقول: لا يا أخي الصلاة واحدة لا يتم ما رتب عليها إلا بتمامها، فلا تنصرف إلا بعد انقضاء الصلاة، لا ينصرف حتى ينصرف الإمام.