أما خارج الصلاة فعند ختم القرآن دعوة مستجابة، وهذا ثابت عن ابن عباس وغيره، وكان أنس يجمع أهله عند ختم القرآن فيدعوا فيؤمنون، هذا خارج الصلاة ما فيه إشكال؛ لكن داخل الصلاة يحتاج إلى نص، ولا أعرف نصاً يخصه، وعمدة الإمام أحمد في مشروعيته بصلاة التراويح قال:"كان أهل مكة يفعلونه" وعلى كل حال لو جعل ختم القرآن في الوتر وصار دعاء القنوت مع دعاء الختم هو مظنة ومكان للدعاء، الوتر مكان للدعاء فيجتمع بهذا ما أراده الإمام أحمد مع تشريعه بكونه في القنوت.
يقول: من المعروف فضل من قام مع الإمام فضل صلاة التراويح حتى ينصرف الإمام؛ لكن لو ذهبت إلى البيت هل لي أن أصلي مثنى مثنى، أم أقرأ القرآن وأداوم على الأذكار مع العلم أني أريد أيهما أفضل؟
المسألة افترضت الآن في شخص صلى مع الإمام حتى ينصرف، فإذا ذهب إلى بيته هل يصلي أو يذكر الله أو يقرأ القرآن؟ ينوع، فالذكر جاء من النصوص الكثيرة ما يدل عليه ((سبق المفردون ... الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)) {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [(٢٨) سورة الكهف] المقصود أن الذكر شأنه عظيم، وذكر ابن القيم -رحمه الله تعالى- في مقدمة الوابل الصيب أكثر من مائة فائدة للأذكار، والأذكار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير غراس الجنة، غراس الجنة، عن إبراهيم -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم- أنه قال:((يا محمد أقرأ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة قيعان، وأن غراسها التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)) ..
أو ما سمعت بأنها القيعان فاغرس **** ما تشاء بذا الزمان الفاني