من أهل العلم من ذكر في ترجمته أنه طلب العلم كبير، القفال من أئمة الشافعية كبير، قبله صالح بن كيسان طلب العلم كبير، حتى قالوا في ترجمته أنه عمره حينما طلب العلم تسعين سنة، ما زال يطلب ويجتهد ويحفظ الأحاديث، حتى صار معدوداً في كبار الآخذين عن الزهري، وقالوا: أقل من ذلك، قيل: ستين، وقيل: خمسين لكن حتى الخمسين كثيرة، نعم التعلم في الصغر كالنقش في الحجر، فتنبغي المبادرة في طلب العلم، وحفظ العلم وفهم العلم، التعلم في الصغر لا يعدل شيء؛ لكن إذا ما تيسر كان في غفلة في أول عمره، أو في انشغال عن طلب العلم بأمور المعيشة، ثم التفت إلى العلم، هذا لا يمنع، مع الأسف نجد من كبار السن في مساجد المسلمين من يأتي قبل الأذان يأتي قبل الأذان إلى الصلوات، وفي رمضان قد يواصل بين الصلاتين ما خرج، لكن هو ماذا يصنع في المسجد؟ يتلفت يمين وشمال ما يقرأ القرآن، لكن الآن وعمرك سبعون سنة وثمانون سنة اقرأ يا أخي، يقول: كيف أقرأ؟ كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((ما أنا بقارئ)) اقرأ يا أخي، يرد عليه، الآن البيوت من نعم الله -جل وعلا- ما في بيت يخلو من قارئ للقرآن، سواء كان من البنين أو البنات من الرجال والنساء، إيش اللي يمنع من أنك إذا صليت العصر تقول: يا ولدي أو يا بنتي حفظني الفاتحة؟ احفظ الفاتحة ردد الفاتحة، ثم بعد ذلك قصار السور، وبالتدريج، والعلم بالتعلم، ولا يلزم أن تكون من كبار الحفاظ، ما يلزم يا أخي ليس لك ولن تستطيع أن تدرك إلا ما كتب لك، لكن مع ذلك عليك أن تبذل السبب، كبير في السن تجلس تقول: يا ولد علمني، ويوجد -ولله الحمد- جهود من بعض المخلصين والناصحين، التي تبذل للصغار والكبار على حد سواء، للرجال والنساء، واستفادوا ونسمع بين الفينة والأخرى الحين والآخر أن امرأة في السبعين من عمرها أكملت حفظ القرآن نعم، والله -جل وعلا- يقول:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} [(١٧) سورة القمر] هاه، فهل من غافل؟ هل من متراخي؟ هل من نائم؟ لا، {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} ابذل من نفسك واحصد النتيجة عاجلاً قبل الآجل، نعم قد يكون الإنسان في تركيبه نقص، في فهمه ضعف، في حفظه ضعف، مثل هذا، يكفيه أن يسلك