وكبار الدعاة، لا، لا يقال مثل هذا؛ لكن قد يوجد، قد يوجد من يحصل على شهادة الدكتوراة وهو ما عنده علم إلا في ما تخصص به، لكن العلوم الأخرى لا بد أن يأخذ منها ما يكفيه وما يعينه على فهم الكتاب والسنة.
فالآن -ولله الحمد- المتون التي يحتاجها طلاب الطبقة الأولى موجودة مطبوعة ومشروحة بشروح مطبوعة وشروح مسجلة، ودروس مسموعة عن طريق الأجهزة ووسائل الاتصال، فكل شيء متيسر، بإمكان الإنسان وهو جالس في بيته بين أولاده وإن كان تفريغ النفس هو الذي يحقق الهدف، وهو جالس في بيته مرتاح بيده هذا المتن، الآجرومية أو الورقات أو الأربعين المتون الصغيرة للمبتدئين، أو الأصول الثلاثة والله هذا شرح الشيخ فلان، نسمع الشرح والمتن بيده يقيد أيش المانع؟ وعنده أرضية للقبول، مثل هذا، أرضية للقبول، يعني مدة سنة واحدة يطلع شيء، عرف هذه المتون كلها، وتصورها وسهل عليه تخصصها؛ لأن هذه العلوم تخدمه في تخصصه، المقصود أنه لا يأس ولو كبرت السن، ولو ضعفت الحافظة، ولو ضعف الفهم.
فعلى الإنسان أن يجد ويجتهد، ويحرص على التعلم بصغار العلم قبل كباره؛ لأن هذه الطبقات وهذه التدرجات والدرجات التي جعلها أهل العلم للمتعلمين مثل السلم الذي تصعد بواسطته إلى السطح، الدرجة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة، لكن لا تستطيع أن تطلع درجتين أو ثلاث جميعاً، لكن قد يقال في ظروفنا التي نعيشها إذا انتبه طالب العلم، وقرر أن يسلك هذا الطريق، ثم جاء إلى حلق العلم عند المشايخ وجد الشيخ فلان في كتاب متوسط، للمتوسطين، لكنه في أثنائه، هو في كتاب البيوع، والأصل أن يبدأ من الطهارة، وجاء إلى شخص آخر معه كتاب البخاري وفي آخره، وجاء لثالث، ما يجد شيوخ يلبون رغبته ويستقبلونه ويبدأؤن العلم من أوله، عليه أن يبحث وعليه أن يلح على من يتوسم فيه أنه ينفعه ليبدأ فيه من الأول، لكن إذا ما وجد يتابع دروس المشايخ ويعكف بين أيديهم، ويثني ركبته أمامهم، ومع ذلك يأخذ هذه المتون، ويفيد من الشروح المطبوعة والشروح المسجلة على هذه المتون، وبإمكانه أن يلحق الركب.