بالنسبة للعمل يوجد في صفوف طلاب العلم -مع الأسف- أنه يأخذ العلم مجرداً، ويشكو من عدم ثباته في نفسه، ينسى العلم، نقول لك: يا أخي اعمل بهذا العلم ثم بعد ذلك يثبت، والعلم كما يقول علي رضي الله عنه "يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل"، وكم من شخص تعلم من العلوم الشيء الكثير، ثم بعد ذلك في النهاية نسي؟ لماذا؟ لأنه لا يعمل، العلم النظري المجرد لا يثبت، لو أن إنساناً أخذ مصنف ثلاثمائة صفحة -مثلاً-، في تعلم قيادة السيارة، في تفكيك المكينة وتفكيك كذا، يعني كل ما يتعلق بالسيارة، وقرأ الكتلوجات القديمة والحديثة وكذا، لكنه ما باشر ما معه مثلك ولا عنده، بيتعلم هذا، لا بد من العمل، لا بد من العمل، فالعمل يثبت به العلم، والأعمال متاحة في شرعنا ولله الحمد كثيرة جداً، يعني بعض الناس قد يصعب عليه ويشق عليه، أن يساعد الناس ببدنه، نقول: يا أخي ساعد الناس وابذل فيما تستطيع، برأيك -مثلاً-، إذا جاء أحد الناس يستشيرك امحضه النصيحة، العمل الخاص الذي لا يتعدى، صيام، النوافل قيام الليل، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي الناس بأمس الحاجة إليه الآن، المنكرات تزيد، المنكرات الآن في محافل المسلمين تزيد، فلا بد من التعاون على إزالتها، وإنكارها، لكن بطرق تترتب عليها المصلحة، ولا يترتب عليها أدنى مفسدة، والإنسان -ولله الحمد- في هذا البلد ما فيه أحد يمنعه لشخص رآه في طريقه إلى المسجد: صل يا أخي، صل جزاك الله خير، الآن الإقامة قربت والمسجد قريب وقد سمعت الأذان، ولا عذر لك، ورأس مالك الصلاة، أعظم أركان الإسلام، في أحد يمنعه من هذا، يرى شباب يلعبون كرة يقول لهم: صلوا، يرى صاحب محل مفتوح بعد الأذان، يقول له: سكر، ولو أن الناس تتابعوا على هذا وتعاونوا عليه ما وجدنا هذا التساهل الموجود في أسواق المسلمين ومحافلهم، فالاهتمام بهذا الشأن الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم المهمات وأولى الأولويات بالنسبة لجميع المسلمين؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وللسان ولله الحمد مستطاع بالأسلوب المناسب، الذي لا يترتب عليه