نعرف من دهاتم، من عوام المسلمين تأتيهم بضائع من الشرق والغرب، ويخبرك بأسعارها وفوائدها في لحظة، ما يحتاج آلات، أفضل من الآلات، وأسرع من الآلات، لكن لا يعرف يقص أظافره، وإذا أصابته شوكة يطلب من يسعفه، وهذا حاصل بالفعل ما هو بخيال، إنما هذا حاصل بالفعل، ولبس الساعة سنين ثم خلعها ما يعرفها، ومع ذلك يخبرك عن أمور الدنيا بدقة.
فالمسلم مخلوق لتحقيق هدف، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [(٥٦) سورة الذاريات] تحقيق العبودية، ومع ذلك هذه العبودية تحتاج إلى شيء من الدنيا، فينته لشيء من دنياه، كما قال الله -جل وعلا-: {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [(٧٧) سورة القصص].
والحال الآن في وضع المسلمين العكس تماماً، كأنما خلقوا للدنيا ويحتاجون إلى من يقول لهم ويتعاهدهم "ولا تنس نصيبك من الدين" على العكس تماماً.
فعلى الإنسان أن ينتبه لنفسه قبل فوات الأوان، والآن أكثر الحضور -ولله الحمد- من الشباب الذين هم في عصر الإمكان.
الكلام عن الكتب وترتيب الكتب وماذا يقرأ، وماذا لا يقرأ، يعني فيه أشرطة سميت "كيف يبني طالب العلم مكتبته" وهذه موجودة في الأسواق، لسنا بحاجة إلى الكلام عليها مرة أخرى، العلم، وطالب العلم، والعالم، والذين أوتوا العلم قد رفعهم الله درجات، {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [(١١) سورة المجادلة] ودرجات عشرين سانتي مثل درج الدنيا، عشرين سانتي، الدرجة الواحدة؟ لا، الدرجة الواحدة ما بين السماء والأرض، ودرجات ما هي بدرجة ولا بدرجتين، ولا كذا، فننتبه لمثل هذا الأمر، هذا بالنسبة للعلم، هذه كلمة مختصرة.