يعني عطاء أبي رباح، مبتلى بعلل كثيرة، بتشويه خَلقي وعلل في جميع أطرافه، وفي لونه وفي شكله وفي وجهه، وإذا جلس في المسجد الحرام، الملوك كأنهم أطفال بين يديه ما الذي رفع هذا؟ بما رفع مثل هذا؟ رفع بالعلم، فإذا أدركت مثل هذه الأمور، وقرأت ما أعد الله -جل وعلا- للعلماء العاملين، في كتابه وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، لا شك أنك سوف تنسى كل ما يتلذذ به الناس من أمور دنياهم.
يعني في العام الماضي والذي قبله أيام سوق المساهمات، فقدنا بعض طلاب العلم، أين فلان؟ قالوا: والله انشغل بالمساهمات، وكان من الملازمين للدروس في جميع الأوقات، في النتيجة حصل ما حصل، يعني يا الله عاد حسب الأرباح والخسائر، ماذا خسر هذا الذي ترك الدروس؟ وما الذي خسره من ترك الأسهم؟ أعرف بعض طلاب العلم انشغلوا بهذا؛ نسيوا العلم، والله أننا نختبرهم في بعض المسائل الصغيرة التي كانوا يقررونها على الطلاب ويساعدون الشيخ في تقريرها نسوها، وبعضهم نسي القرآن، وبعضهم يصلي صلاة ببدنه، وليس للقلب أي نصيب، يعني ماذا خسر هذا الشخص في مقابل حطام الدنيا، خسر شيئاً عظيماً، بينما الذي لزم الدروس وأدرك من العلم ما أدرك وإذا ذهب إلى صلاته مرتاح مقبل على ربه، فهذا ما فاته شيء، الدنيا الحمد لله ملحوق عليه، لكن من الخاسر في الحقيقة؟ {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [(١٥) سورة الزمر] خسران، الخسران في القيامة، ما هو في الدنيا، قد يخسر الإنسان، قد تصيبه ضائقة مادية، قد يشتغل في تجارة ويخسر، لكن ليس هذا.
كل كسر فإن الدين يجبره ... وليس لكسر قناة الدين جبران
فعلى الإنسان أن يُقبل إلى ما خلق من أجله، حصل هذا الهدف ثم بعد ذلك، {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [(٧٧) سورة القصص] التي تستعين بها على تحقيق هذا الهدف، أما أن تجعل الدنيا هي الهدف، وقد رأينا من عوام المسلمين، والآن بعض علماء المسلمين -مع الأسف- وبعض طلاب العلم من ينطبق عليه:((تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار تعس وانتكس – نسأل الله العافية – وإذا شيك فلا انتقش)).