للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تجد كثير من الناس إذا ذهب إلى أمر من الأمور ووجد صاحب الأمر غير موجود، والله خرج مشوار يأتي بعد ربع ساعة، الربع الساعة خمسة عشر دقيقة هذه أثقل عليه في الانتظار من خمسة عشر سنة، تجده يتوهج ويتأسف ويتألم وشويه يخرج، وشويه يدخل ينتظر هنا، لماذا؟ ما عود نفسه على الذكر، يعني لو شرع في قراءة جزء من القرآن بربع ها الساعة، ألا يود أن يتأخر صاحبه حتى يكمل هذا الجزء، إذا كان له ورد ونصيب يومي من القرآن ألا يتمنى أن تتأخر الإقامة قليلاً حتى يكمل قراءته؟ هذا الحاصل يا إخوان، لكن الذي يفتقد القرآن لمجرد إمضاء وقته، ويتصل بالذكر في ذلك، ما يفلح، بس ينتظر الإقامة وينتظر في الباب متى يأتي الإمام لماذ؟ لأنه ما عود نفسه ولا تعرف على الله في الرخاء ليعرف في مثل هذه الشدائد، لكن لو تأخر الموظف الذي ينتظره عشر دقائق أو ربع ساعة أو تعود، كان لا يحفظ القرآن في جيبه جزء من القرآن قرأه يكفيه، مائة ألف حسنة أفضل من العمل الذي جاء من أجله، أفضل بكثير من العمل الذي جاء من أجله، لكن باعتبار ما عودنا أنفسنا على هذا نتضايق كثير، الإنسان في طريقه وفي مشواره رايح وجاي يضيع أكثر أوقات الناس في السيارات –الآن-، وكثير من الناس لا يحسن استغلال مثل هذه الأوقات، اقرأ قرآن، اذكر من الأذكار ما جاء الشرع بالحث عليه، اسمع أشرطة علمية تستفيد، المقصود: أن الإنسان يحفظ الوقت؛ لأن العمر هو عبارة عن هذه الأنفاس وهذه الدقائق، وقبلها الثواني وبعدها الساعات، هذا هو عمر الإنسان، بل هذا هو حقيقة الإنسان، فإذا ضيع الإنسان نفسه، فعلام يحاسب؟ إذا ضيع الإنسان نفسه يعني أنتهت بالكلية ما سوى شيء، وكم من شخص يمد له في العمر إلى مائة سنة، فإذا طلب من أهله وذويه ماذا أنجز خلال هذه السنة؟ والله ما يشوف شيء، وبعض الناس يبارك له في عمره.

عمر بن عبد العزيز مات ما كمل الأربعين، عمر بن عبد العزيز ما كمل الأربعين، شوف الذكر إلى الآن، -الذكر الحسن-، وكثير سعيد بن جبير ما كمل الخمسين، النووي ستة وأربعين، وملأ الدنيا، مساجد الدنيا كلها يقال: قال -رحمه الله تعالى-، فعلينا أن نحرص على هذا.