ثم ذكر ابن جرير بأسانيد جيدة عن علي -رضي الله عنه- في قوله:{قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [(٦) سورة التحريم] قال: علموهم، أدبوهم، وعن ابن عباس يقول: اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، ومروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار، وعن مجاهد قال: اتقوا الله، وأوصوا أهليكم بتقوى الله، وعن قتادة قال: يقيهم أي يأمرهم بطاعة الله، وينهاهم عن معصيته، وأن يقوم عليهم بأمر الله، يأمرهم به، ويساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عنها، وزجرتهم عنها، يعني هذه الوقاية من عذاب الله سواء كانت للنفس أو للأهلين الذين هم بالأسلوب المعاصر الأسرة، هذه الوقاية إنما تكون بالتعليم، بتعليم ما ينفع ليعمل به، بتعليم ما يضر ليجتنب، تعليم المأمورات والمحظورات، المأمورات لتفعل، والمحظورات لتترك، والتقوى عبارة عن فعل المأمورات وترك المحظورات، وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره عن الضحاك ومقاتل: حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم، وما نهاهم الله عنه، قال: وفي معنى هذه الآية الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي من حديث عبد الملك بن الربيع بن سمرة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مروا الصبي إذا بلغ سبع سنين، فإذا بلغ عشر سنين فاضربوهم عليها)) يعني الصلاة، مروا الصبي يعني بالصلاة إذا بلغ يعني أتم سبع سنين، فإذا أتم عشر سنين فاضربوه عليها، هذا لفظ أبي داوود، وقال الترمذي هذا حديث حسن، وفي مجموعه يصل إلى درجة الصحيح.