وفي تفسير القرطبي لما ذكر الآية وذكر نحو ما تقدم في كلام ابن جرير وابن كثير: فعلى الرجل أن يصلح نفسه بالطاعة، ويصلح أهله إصلاح الراعي للرعية، ففي صحيح الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم)) وعن هذا عبر الحسن -رحمه الله- في هذه الآية بقوله: يأمرهم وينهاهم وقال بعض العلماء في قوله: {قُوا أَنفُسَكُمْ} [(٦) سورة التحريم] يدخل فيه الأولاد، يدخلون في النفس ولا يدخلون في الأهلين لماذا؟ هذا استنباط من بعض العلماء يقول: الأولاد داخلون في النفس لا في الأهلين؛ لأن الولد بعض من والده، كما دخل في قوله تعالى:{وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ} [(٦١) سورة النور] فلم يفردوا بالذكر، يعني الأولاد ما أفردوا بالذكر إفراد سائر القرابات، فعلى هذا يعلمه الحلال والحرام، ويجنبه المعاصي والآثام إلى غير ذلك من الأحكام، كون الولد داخل في النفس على هذا الكلام، أو داخل في الأهل المسألة لا تفرق لا فرق؛ لأن العطف هنا:{قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ} [(٦) سورة التحريم] على نية تكرار العامل، بمعنى قوا أنفسكم، وقوا أهليكم، وسواء دخل الولد في النفس فحينئذ يكون تعليمه وتأديبه آكد أو دخل في الأهلين فتعليمه مطلوب على كل حال، وجاء في بعض الأحاديث وإن كانت لا تسلم من مقال ((حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، ويعلمه الكتابة، ويزوجه إذا بلغ)) وروى الترمذي بإسناد فيه انقطاع عنه -عليه الصلاة والسلام- قال:((ما نحل والد ولداً أفضل من أدب حسن)) وهذا الحديث مضعف عند أهل العلم إلى أن قال: القرطبي، وقد روى مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوتر يقول:((قومي فأوتري يا عائشة)) وهذا لا شك أنه من وقاية الأهلين من النار، وجاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:((رحم الله امرأ قام من الليل فصلى ثم أيقض أهله فإن لم تقم رش على وجهها الماء)) يعني نضح في وجهها الماء، وهذا لا شك أنه من الوقاية، والعون على الطاعة، والطاعة مما يقي العذاب ((ورحم الله امرأة قامت من الليل تصلي