للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ألا تعلمون أن من العقلانيين في هذا العصر من يزعم أن نوح -عليه السلام- بالحرف يقول: فشل نوح في دعوته؛ لأنه ما استفاد منه أقرب الناس زوجته وولده، هذا من العقلانيين، رافعين راية العقلانية والعصرانية شخص يقال له: جودة سعيد، يقول: فشل نوح بدعوته، ويقول: فشل محمد في دعوته في مكة والطائف، ونجح في المدينة، هذا ضلال زيغ وإلحاد نسأل الله السلامة والعافية، قد يتراءى لبعض الناس من آحاد المتعلمين أن فلان -الشيخ الفلاني- أولاده كلهم ما شاء الله خيار، وطلاب علم، فبذل ونصح واجتهد هذا ابتلاء من الله -جل وعلا-، سواء أجابوا أو لم يجيبوا، والقدوة في ذلك الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- نعم أقول: أقرب الناس إلى الأنبياء الزوجة والولد فلا يظن بأهل العلم مع أنهم قدموا للأمة ما قدموا أنهم ما نصحوا وما قدموا وما وقوا أهلهم وأنفسهم من النار، ليس صحيح هذا الكلام، قد يقول قائل: لماذا لم يكون الحسن والحسين أكثر الناس رواية؟ أكثر الناس رواية أبو هريرة دوسي بعيد عن قريش، الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((إنما أنا قاسم والله المعطي)) -عليه الصلاة والسلام- يقسم بين الناس بالسوية يحدث لا يخص أحد بحديثه، فالله -جل وعلا- هو المعطي؛ لأن هذا الموضوع فيه شيء من الغبش؛ لأن كبار أهل العلم يُتهمون أنهم انشغلوا بتعليم العلم وبالوظائف عن أهلهم وذويهم، هذا الكلام ليس بصحيح، يعني حدثني واحد من العلماء من الكبار، وله منصب كبير جداً في الدولة الآن، يقول: كان أبونا يأمرنا ونحن أطفال، ويأطرنا على حضور درس بعد صلاة الصبح، والنوم بعد صلاة الصبح له لذة ومتعة، فكنا نفرح إذا سافر الوالد لننام بعد الصلاة، فهل يقال: في مثل هذا أنه ما قدم لأولاده شيء، أنا أعرف من شيوخنا من له دروس في بيته، منهم من يقرأ في التفسير، ويبين لهم كلام الله -جل وعلا-، ويقرأون في تفسير الجلالين ويوضح لهم، ويبين لهم الأخطاء، لو أردتم أن نسمي سمينا؛ لكن ما له داعي؛ لأن هذه أمثلة، ويقرأ درس في رياض الصالحين، ويسمعه الكبار والصغار، ويوضح لهم ويعطي كل إنسان ما يناسبه، رغم أنه مشغول شغله يعني عمله بالنسبة للأمة أكثر من سبعين في المائة من وقته، فلا يتهم