للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هؤلاء أنهم ضيعوا أولادهم وانشغلوا في أمور الناس، نعم أحرص ما يكون الإنسان على نفسه وولده، منهم من حاول مع ولده، حاول مع الأولاد أن يكونوا طلاب علم، ومع ذلك ما أفلح، حاول حاول ثم أيس، ولا شك أن الإنسان بشر، يعني يصرف جهده فيما يجدي ويلمس ثمرته أفضل مما يكون أقرب إلى العدم، وعلى الإنسان أن يبذل ولا ييأس وعليه أن يتابع فيعلم الأولاد، ويعلم النساء، في تفسير الآلوسي يقول: استدل بها -يعني الآية- على أنه يجب على الرجل تعلم ما يجب من الفرائض، وتعليمه لهؤلاء، يعني الزوجة والولد والعبد والأمة، وكل هذا لأن الله -جل وعلا- أوجب على هؤلاء الفرائض، وحرم عليهم المحرمات، ولا يتم الإتيان بهذه الواجبات إلا بتعلم ما يصححها، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب عند أهل العلم، متفقون على هذا، قال بعضهم: الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة، يعني خالية ما نقش فيها شيء، خالية عن كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما نقش ومائل إلى كل ما يمال به إليه، خام ما زال يقبل أي شيء يوجه إليه، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه، وكل معلم له مؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والولي له، وقد قال الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [(٦) سورة التحريم] ومهما كان الأب يصونه عن نار الدنيا فلأن يصونه عن نار الآخرة من باب أولى، وصيانته في الأدب يؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء، ولا يعوده التنعم، يعني إذا عرفنا هذا، وعرفنا الواجب والتكليف الملقى على عاتق الأب والأم أيضاً تجاه الأولاد من بنين وبنات، ولا شك أنها مسئولية وأمانة في عنق الوالدين، فعليهم أن ينشئوا ويربوا أولادهم تربية صالحة على الخير والدين والفضل، وحسن الخلق والعلم فالأبوان مسئولان عن الولد وجاء الوعيد الشديد فيمن ولاه الله -جل وعلا- رعية وغشهم جاء بحرمانه من الجنة نسأل الله العافية والسلامة.