ولا شك أن عدم تعليم الولد وتركه فريسة للأشرار هذا غش، وعدم قيام بالأمانة التي حمل إياها، ولا شك أن الأب لديه من القدرة على تحمل المسئولية وأطر الولد على الحق ما لا يوجد عند الأم، وعند الأم أيضاً من الوسائل ما تستطيع بها أن تؤثر على الولد لطول بقائه معها في أول سني عمره، فالأب قد يكون مشغولاً في تحصيل المعيشة، والأم متفرغة في البيت هذا الأصل؛ لأن الله -جل وعلا- يقول:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [(٣٣) سورة الأحزاب] وأعظم وظيفة للمرأة تربية الولد تربية النشء على مراد الله -جل وعلا-، فلها من التأثير في بعض الجوانب أكثر من تأثير الأب، والأب أيضاً له تأثير من جهات أو من جوانب أخرى أكثر من تأثير الأم وهما بالجملة متكاملان، هما متكاملان إذا قاما بالأمانة وأدياها على الوجه المطلوب، وعلى كل حال إذا بذل الوالد الجهد، وكذلك الأم واستفرغا الوسع في تربية الولد وتنشئته، ثم بعد ذلك حصلت النتائج على غير ما يتوقعان فقد أديا ما عليهما، ولا يلامان على ذلك على ما تقدم، التربية بالنسبة للشباب قد يحسنها ويتقنها بعض الناس ولا يتقنها آخرون، فقد يكون الأب من كبار أهل العلم، وله أثر في الأمة له أثر بالغ في الأمة فالأمة تنتظر ما يقول، وتنتظر ما يفتي به؛ لكنه في بيته لا يستطيع أن يربي أولاده، وإذا حضر عنده من طلاب العلم من المبتدئين ما عرف أن يتعامل معهم، فنقول: مثل هذا يكفي أن يربي الكبار، وللصغار من يربيهم؛ لكن عليه أن يوجه هؤلاء الصغار إلى من يحسن تربيتهم، ما يهملهم ويقول: أنا والله لا أحسن التعامل معهم، إذاً أتركهم؟ لا إذا كان يستطيع أن يؤثر فيهم فبها ونعمت، ما يستطيع يبعثهم إلى من يستطيع التأثير فيهم، فإذا بذل الجهد واستفرغ الوسع في إبراء ذمته فله من الله -جل وعلا- الأجر العظيم، والثواب الجزيل؛ لأن له من الأجر مثل أجورهم؛ لأنه هو الذي دلهم على الخير، ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله، وهو الذي هيأهم للصلاح، ويسر لهم أسبابهم ليستفيد من دعائهم بعد موته، كما جاء في الحديث حديث صحيح ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) ولا شك أنه إذا كان هو