بالنسبة لمن لديه شيء من العلم لا شك أن المسئولية عليه أعظم، فعليه أن يعلم من ولاه الله -جل وعلا- أمانته، والذي ليس لديه شيء من العلم عليه أن يبذل السبب في إلحاقهم بحلق العلم، بدأ من حلقات التحفيظ، وأيضاً المعاهد العلمية التي تؤسس طالب علم متين، ولله الحمد ما زالت قائمة إلى الآن في قوتها، ويلحقهم بمن يحسن تعليم الشباب من أهل العلم؛ لأنه أيضاً ما يحسن أن يلحق الطالب الشاب المراهق في حلق الكبار، وحضر بعضهم من هذا النوع بعض الدروس، ثم ترك، يقول: ما استفدنا، صحيح أنه ما يستفيد؛ لأن الدروس فوق استطاعته فليبحث له عن شيخ يحسن التعامل معه، وهذا سبقت الإشارة إليه قريباً، فيلحق بحلقات التحفيظ، ويلحق أيضاً بالدروس العلمية المناسبة لمستواه، وذكرنا في مناسبات كثيرة أن طلاب العلم على طبقات، منهم المبتدئ ومنهم المتوسط، ومنهم المنتهي، والشيخ الفلاني يستطيع أن يتعامل مع المبتدئين، وفلان يستطيع أن يتعامل مع المتوسطين، وفلان يستطيع أن يتعامل مع الكبار، كل له ما يخصه، وكل له طلابه.
بالنسبة للزوجة عرفنا أن حقها على الزوج إذا كان من أهل العلم أن يعلمها العلم، ومع ذلك يفتح لها المجال أن تلتحق بحلقات التحفيظ، والدور النسائية وهي -ولله الحمد- متوافرة وكثيرة، هذا إذا لم يتيسر له تعليمها ويحفظها ما حفظ من القرآن، ويعلمها ما تعلم، وبعد ذلك يترك لها المجال أن تطلب العلم في هذه الدور، وهي منتشرة في الأحياء -ولله الحمد-، والوضع يبشر بخير نحمد الله ونشكره، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لخاطب الواهبة:((زوجتك بما معك من القرآن)) وفي بعض الروايات ((على أن تعلمها شيئاً من القرآن)) وحدد بعض السور، فمثل هذا لا شك أنه من أعظم المهور، هذا بالنسبة لحق الأهل والأولاد على الزوج.