أما بالنسبة لما جاء في أواخر سورة الكهف من قول الله -جل وعلا-: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [(٨٢) سورة الكهف] فلا شك أن لصلاح الأب أثراً عظيماً في صلاح الولد، وجاء عن بعض السلف أنه يزيد في كل يوم ركعتين من أجل صلاح ولده، ولصلاح الأب أثر في صلاح ابنه؛ لأنه قدوة صالحة، والقدوة لها من الأثر في سلوك الولد أكثر من أثر القول، ولذا جاء الترغيب في صلاة النافلة أن تكون في البيت ليقتدي به من لا يحضر الصلاة في المسجد، فمن هذه الحيثية أثر صلاح الوالد في صلاح الابن، وفي حفظ الابن في حفظ الولد، وفي حفظ مال الولد رعاية لحق الأب، ولا شك أن مثل هذا يوجد، ولكنه ليس بمطرد، يعني كون أبوهما صالحاً، وحصل لهما ما حصل من الخضر -عليه السلام- لصلاح أبيهم؛ لكن هذا ليس بمطرد؛ لأن صلاح الأب إذا لم يكن الولد قابل، نعم إذا كان في دائرة الدين الذي يدين به الأب ينتفع، أما إذا كان الولد لم يتبع أباه في دينه مثل هذا لا ينتفع {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} [(٢١) سورة الطور] يعني ما نقصناهم من عملهم من شيء فيلحقوا بآبائهم وإن كانت أعمالهم أقل، وأما بالنسبة لما يتعلق بالأولاد الصغار إذا حضروا للمسجد، وكانوا مميزين، وسبقوا إلى القرب من الإمام، فجاء في الحديث الصحيح ((ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى)) يعني الكبار، أصحاب العقول، أصحاب الحجا، بحيث إذا أخطأ الإمام يستطيعون الرد عليه والفتح عليه، وهذا لا شك أنه أمر للكبار بالمبادرة، وليس هو طرداً للصغار عن الحضور المبكر، والقرب من الإمام، والقاعدة من سبق إلى ما لم يسبق إليه فهو أحق به، فقوله -عليه الصلاة والسلام-: ((ليلني)) اللام هذه لام الأمر، فهي أمر للكبار بالتقدم وليست طرداً للصغار من أن يقربوا من الإمام لتقدمهم ويسبقوا إلى ما لم يسبقوا إليه.
طالب: كثير من الآباء لم يبذلوا الكثير من الأسباب لتوجيه أبنائهم ثم إذا حصل عقوق بعد ذلك بدئوا بالدعاء عليهم بدلاً من الدعاء لهم فما نصيحتكم حفظكم الله؟