جميع أبواب العلم في التفسير في الحديث في الفقه، في العقائد في كل باب من أبواب الدين وهم أطباء، يعني شهرتهم في الطب طبقت الآفاق، فمثلاً -أنا أوردت مثالين- لاهتمام وعناية الأطباء بالعلم الشرعي، عندنا شخص يقال له: ابن النفيس ولا أخاله يخفى على أحد منكم، هذا من كبار الأطباء، ابن النفيس علي بن أبي الحزم القرشي، علاء الدين ابن النفيس الطبيب المصري صاحب التصانيف في الطب كالموجز، الموجز مطبوع معروف، شرح الكليات وغيرهما، يقول السبكي في طبقات الشافعية، كان فقيهاً في مذهب الشافعي، صنف شرحاً على التنبيه، التنبيه متن من متون الشافعية لأبي إسحاق الشيرازي، وصنف في الطب كتاباً سماه الشامل، قيل: لو تم لكان ثلاثمائة مجلد، تم منه ثمانون مجلداً، وصنف في أصول الفقه وفي المنطق وفي الفقه والعربية والحديث، يعني أقوال ابن النفيس في كتب المصطلح تدور بكثرة، يعني مثلما يدور كلام ابن حجر والعراقي وغيرهم من أهل الحديث في كل باب يذكر رأي ابن النفيس في علوم الحديث، وهو طبيب صنف الشامل أتم منه ثمانين مجلد.
وبالجملة كان مشاركاً في فنون كثيرة، قلت: ومنها علوم الحديث، فأقواله الكثيرة تدور في كتب المصطلح، وعناية العلماء بأقواله تدل على رسوخه في العلوم الشرعية، يقول السبكي: وأما الطب فلم يكن على وجه الأرض مثله، لأن بعض الناس يقول: لو اتجهت إلى العلم الشرعي ضعفت في تخصصي، نقول: هذا ليس بصحيح، لأنك قد تتجه إلى العلم الشرعي، وتنظم وقتك وترتب أمورك ولا تتأثر في تخصصك، وأما الطب فلم يكن على وجه الأرض مثله، قيل: ولا جاء بعد ابن سيناء مثله، قالوا: وكان في العلاج أعظم من ابن سيناء، توفي سنة سبع وثمانين وستمائة.