للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجواب: ذكرنا في أثناء المحاضرة إلى أن الأمر -ولله الحمد- في غاية اليسر والسهولة، لكن لا يعني أن الأطباء يتركون عملهم ويتجهون بكليتهم إلى دراسة العلم الشرعي، أنا أقول: الأمر تيسر عن السابق، في السابق ما فيه أبداً وسيلة للتحصيل إلا أن تجلس بين يدي الشيوخ، الآن بإمكانك أن تجلس في حال الضرورة في علم لا تحسن التعامل معه مع الشريط أو الكتاب بإمكانك أن تحضر لهذا العلم، لكن مع ذلك في تصوري أن العلم ميسر، بالنسبة لمن يعمل في هذا المجال على وجه الخصوص، أولاً: لأن من يعمل في هذا المجال من الأطباء هم في الأصل مؤهلون، يعني هم من النخبة ممن يتعلم القراءة والكتابة ويتدرج في التعليم لأنه يطلب لمن يريد الدخول في هذا المجال نسب عالية فالتأهيل الغريزي موجود، يعني يمكن أن يوجد طبيب ما يفهم؟ ما يمكن، لأن الأصل الشرط الأول من شروط القبول في هذا المجال أن يكون نسبته عالية جداً، ولا يمكن أن يحصل على نسبة عالية إلا إذا كان متصفاً بالأسباب الغريزية التي هي المقومات الأولى للتحصيل كالحفظ والفهم، الحفظ والفهم، نعم هم لم يتجهوا إلى العلم الشرعي، فإذا ناظروا بعض طلاب العلم وإن كان دونهم في الفهم والحفظ لا شك أنهم يفوقهم من طلب العلم الشرعي في هذا الباب، لكن مع ذلك هم مؤهلون لأن يحصلوا العلم فيبدأوا بالكتب الصغيرة؛ لأن الكتب صنفت من قبل أهل العلم على طبقات، تبعاً لطبقات المتعلمين، فالمبتدئون لهم كتب، وطبيب استشاري في الخمسين من عمره أراد من الآن أن يطلب العلم الشرعي، لا يأنف أن يكون طالب علم مبتدئ وأيش المانع؟ يقرأ في الكتب الصغار، لأنه إن لم يتنزل ويتواضع ويعرف قدر نفسه لن يتعلم، لأن هذا العلم لا يدركه مستح ولا مستكبر، لأن بعضهم يقول أنا استشاري خمسين أو ستين كيف أجلس مع طلاب صغار؟ نقول: تجلس يا أخي، أنت جلست من أجل أيش؟ من أجل شرف الدنيا والآخرة، فعليك أن تتحمل، لكن في مجال آخر أنت إمام في بابك، وهذا لا يعني أنك صغير في أي مجال من المجالات لكن مع ذلك تواضع واطلب العلم من الكتب الصغيرة، مع الطلاب الصغار، ثم بعد ذلك تنتقل إلى كتب الطبقة الثانية من المتوسطين من طلاب العلم، وبهذا تتدرج، أما شخص يقول: