عليه أن يجمع بين طلب العلم والنفع العام من دعوة وأمر ونهي، على أن يكون في أول الأمر الحظ الأكبر والنصيب الأوفر للعلم، ثم بعد ذلك يتفرغ للعمل.
يقول: ألا تلاحظ أن بعض الناس لديه همة في تحطيم الهمة، فلا يعين صاحب الهمة في عمله ويحطمه فما نصيحتكم لهؤلاء؟
نعم، نسمع من بعض الناس: الله المستعان, الدنيا تغيرت، والأوقات نزعت البركة منها، والآن إيش تبي تسوي؟ أنت عندك سيارة, وعندك جوال، وعندك بيت، وعندك أسرة، وعندك تكاليف، وعندك أجور، وعندك فواتير، إيش تطلب العلم؟ نعم، ومع ذلك تطلب العلم بكل ارتياح، ويسر لك من الأسباب ما لم يتيسر لمن سمعنا أخبارهم.
يقول: ما رأيكم فيمن ينتقص ابن حجر والنووي ويقول: أنهم من أهل البدع فلا نقرأ في كتبهم؟
نقرأ في كتبهم، ومع ذلك لا يسلمون من شوب بدعة؛ لكن مع ذلك النفع الكبير في كتبهم وأثر هذه البدع في كتبهم مغمور بالنسبة لما اشتملت به من علم ونفع، من يستغني عن فتح الباري، وشرح مسلم، أو المهذب؟ ومع ذلك لو تولاها أهل العلم بالتعليق عليها، وبيان هذه الأخطاء، كما فعل شيخنا في أوائل فتح الباري.
يقول: هنالك هجمة شرسة على الشيخ الألباني نرجو تبين رأيك فيه ومؤلفاته؟
الشيخ الألباني -رحمة الله عليه- يعد من المجددين في علم الحديث، فإذا نظرنا إلى أعماله -رحمه الله- ومؤلفاته ودعوته إلى التمسك بالسنة، وإحياء السنة على مقدار نصف قرن، أو أكثر من الزمان، نجزم يقيناً بأنه من المجددين، هذا من حيث الرواية، وأما من حيث الدراية فالتجديد فيها لشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-، ومؤلفات الشيخ الألباني -رحمه الله- لا يستغني عنها طالب علم.
يقول: الإنسان إذا كان في أمر معين مثل طلب العلم هل يحجم عما لم تكن فيه همة فيه كالدعوة إلى الله؟
هذا تقدم قلنا: لا بد أن يجمع بين هذا على أن يكون النصيب الأكبر في أول الأمر للعلم والتعلم ثم بعد ذلك النفع.
يقول: سمعنا أن لكم تحقيقاً لفتح الباري وكتب مخطوطة فمتى نرى شيء من إنتاجكم؟
على كل حال لنا تعليق قديم على فتح الباري منذ أكثر من ربع قرن؛ لكنه يحتاج إلى إعادة نظر.