يقول: فترت همتي بعد أن من الله على بحفظ القرآن وبعض المتون كالأصول الثلاثة والتوحيد وعمدة الأحكام وبلوغ المرام والشاطبية وغيرها ثم توقفت فلم أراجعها ولم أجد توجيه فيما أحفظ بعد ذلك؟
على كل حال عليك بالمراجعة؛ لأن مراجعة الحفظ أشد من الحفظ، تعاهد الحفظ أشد من الحفظ، وجاء الأمر بتعاهد القرآن، وجاء أيضاً الترهيب من حفظ القرآن ونسيانه، فعليك أن تراجع.
يقول: إذا سمع الشخص هذه الآثار عن السلف الصالح قال في نفسه: أولئك أقوام لا نقارن بهم. . . . . . . . . فكيف يجاب عن هذه الاشياء؟
نقول: هم رجال، في هذا الباب لا تطاول عليهم، وتقول: تخالفهم في الأقوال وأنت مازلت في الآراء، وتقول: كما قيل: هم رجال؟ لا، عليك أن تتواضع، وتعرف أقدار الناس، وأن تنزل الناس منازلهم، ومع ذلك تعرف أنهم ركبوا من لحم ودم وعظم، فأنت تستطيع كما استطاعوا بالهمة العالية.
يقول: أنا عندي برنامج يومي للحفظ وقراءة الكتب الفقهية، وحضور الدروس ولكن أجد نفسي أحب الاطلاع على الأمور السياسية وقراءة الكتب في ذلك والروايات والمذكرات هل في ذلك معارضة ودنو همة؟
على كل حال الاستجمام بمثل هذه الأمور يعني بقراءة كتب التواريخ والأدب والاطلاع على بعض الأخبار لا بأس؛ لكن أن يصرف الوقت كله لهذه الأمور، لا، يعني بعض الناس عنده إستعداد يقرأ عشر صحف في اليوم منذ أن ينتهي من الدوام أو الدراسة إلى قدوم النوم، وهو من صحيفة إلى جريدة إلى مجلة، ومن قناة إلى غيرها هذا أضاع نفسه، والصنعاني لما قرأ النخبة ونظمها في يوم واحد في مائة بيت، تصور نفسك مثل الصنعاني، ما جاء بمحال أربع وعشرين ساعة اليوم:
طالعتها يوماً من الأيامِ ... فاشتقت أن أودعها نظامي
فتم من بكرة ذاك اليومِ ... إلى المساء عند قدوم النومِ
بعض الناس إلى قدوم النوم وهي في هذه المجلات والجرائد والصحف والقنوات نسال الله العافية.
يقول: ما رأيكم في من يأخذ العلم عن طريق الأشرطة ويكتفي بها دون حضور الدروس؟