يقول: فهذا ميراث العلم والنبوة فهذا ميراث العلم والنبوة، والدعوة إلى الله وإلا فلا يظن بنبي كريم أنه يخاف عصبته أن يرثوه ماله، يعني لو خاف إنسان من سائر الناس، شخص كلالة لا والد له ولا ولد، وخاف من عصبته الذين قد يكون منهم البعيد الذي لا يعرفه طول حياته، ابن عم بعيد يكون هو أقرب الناس إليه ويأخذ ماله بالتعصيب لو خاف هذا الإنسان من هذا الوارث وتصرف في ماله من أجل حرمان هذا الوارث لأثم بذلك، وبطلت وصيته، ونفذ الميراث، فكيف بني يخاف من الموالي من ورائه أن يرثوا ماله ويطلب من الله -جل وعلا- ويسأله أن يرزقه الولد الذي يرث عنه المال؟!.
يقول ابن القيم: فهذا ميراث العلم والنبوة فهذا ميراث العلم والنبوة والدعوة إلى الله وإلا فلا يظن بنبي كريم أنه يخاف عصبته أن يرثوه ماله فيسأل الله العظيم ولداً يمنعهم ميراثه، يعني يحجبهم عن الميراث، فهل هذا من مقاصد خاصة الناس فضلاً عن الأنبياء؟ هذه ليست من المقاصد التي يقصدها خواص الناس من أهل العلم والفضل والدين فضلاً عن الأنبياء، قد يقصد ذلك شخص ليس من أهل العلم، وليس من أهل الفضل، يشق عليه أن يجمع المال ويتعب عليه ثم بعد ذلك يأخذه ابن عم له بعيد لم يره طول حياته، قد يقصد ذلك، لكن هل يمكن أن يرد هذا بالنسبة لنبي من الأنبياء؟ لا يمكن، والدنيا بحذافيرها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وكذلك عند أوليائه، لما جاء السفير الخاطب إلى سعيد بن المسيب من ابن الخليفة يخطب ابنته فقال له الخاطب أو الخطيب -السفير بينهما-: أتتك الدنيا بحذافيرها، ماذا؟ قال: ابن الخليفة يطلب ابنتك، قال: إذا كانت الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة فماذا ترى أن يقص لي من هذا الجناح؟ الدنيا لا شيء في نظر أهل الآخرة، وإن كانت كل شيء بالنسبة لنظر أهل الدنيا.