المسألة في تفضيل الملائكة على صالحي بني آدم مسألة خلافية بين أهل العلم، ومنهم من يفضل الملائكة مطلقاً، وهذا ما قرره ابن حزم في مقدمة المحلى، يفضل الملائكة على جميع البشر بما فيهم الرسل، ومنهم من يفضل الصالحين من بني آدم، ومنهم من يقول: إن الرسل أفضل من الملائكة، والملائكة أفضل ممن عداهم ممن عدا الرسل من بني آدم، والأدلة للفريقين أو للأقوال الثلاثة موجودة مجموعة عند أهل العلم، مما يستدل به من يفضل الملائكة {إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ} [(٢٠) سورة الأعراف] يعني أنتم تطمحان أن تكونا ملكين، فدل على أن منزلة الملائكة أفضل من منزلة بني آدم؛ لأن آدم تطلع إلى هذه المرتبة لأكله من الشجرة، فمن باب أولى بنوه.
وعلى كل حال من يقول: إن بني آدم لا سيما خيارهم أفضل من الملائكة يقول: إن الملائكة لا يوجد عندهم داعي المعصية، لا يوجد عندهم داعي المعصية، والداعي موجود عند بني آدم، فمن ترك المعصية مع وجود الداعي أفضل ممن تركها مع عدم وجود الداعي، يعني لو فرضنا أن شخصاً عنيناً مثلاً لا يطأ النساء، ثم عرضت له المعصية التي هي الزنا ثم تركها، وشخص آخر لديه القدرة بل لديه الشهوة الغالبة ثم عرضت له المعصية فتركها أيهما أفضل؟ لا شك أن الثاني أفضل؛ لأن الأول تركه لها قد يكون من خوف الله -جل وعلا-، وقد يكون لأنه لا يستطيع، والثاني: إنما تركها من جرائي، يعني من خوفه لله -جل وعلا-، والمسألة خلافية بين أهل العلم، وعلى كل حال ليست من المسائل التي تؤثر في مسيرة أو في سير الإنسان إلى ربه -جل وعلا-.
يقول: نريد أن تبين كيفية التعامل مع تارك الصلاة إذا كان .. ، القصد أنه إذا كان أخاً؟
ترك الصلاة بالكلية كفر -نسأل الله العافية- مخرج عن الملة، بين العبد وبين المرء ترك الصلاة، بينه وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)) مثل هذا تجب هجرته، إلا إذا كانت صلته يرجى من ورائها الهداية، يكون ذلك من باب التأليف فقط، مع بغضه في القلب، لا يحبه بقلبه حتى يصلي، لكن مع ذلك قد يصله من أجل أن يستطيع دعوته من باب التأليف، وإلا فمثل هذا يجب هجره.