هذا تدعى ولايته، ويعبد من دون الله -نسأل الله السلامة والعافية-، ولي من أكابر الأولياء في عرف فئام جموع غفيرة من المسلمين -نسأل الله السلامة والعافية-، لكن الله -جل وعلا- يقول:{أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [(٢٨) سورة الرعد] وقراءة القرآن كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على الوجه المأمور به تورث الإنسان من العلم والإيمان واليقين ما تطمئن به نفسه، وينشرح له صدره، مما لا يجده غيره إلا من فعل فعله.
هذا يقول: ممكن أن نفسر ربانيين بقول: إن الرباني هو الذي يجلي القلوب، أي ينظفها من وسخ الدنيا، أي كمثل الذي يرب دلة القهوة أي ينظفها من الوسخ الذي عليها؟
هذا تنظير للمعنويات بالمحسوسات، ولا شك أن توجيه الناس إلى العلم الشرعي وتربيتهم عليه سعي جاد وحثيث إلى تجلية القلوب وتنظيفها من الأوساخ والأدران وجميع الأمراض التي تلم بها.
يقول: لي سنوات في طلب العلم وأشكو من ضعف الحفظ وكثرة النسيان، فما الأصلح لي؟ هل أكثر القراءة أم أعكف على الحفظ والثاني شاق علي، وأسعى إيش؟ وأشعر -الخط يعني رديء- وأشعر بملل من الحفظ؟
لا شك أن الحفظ والتكرار والترديد ممل، لكن ما في وسيلة لضعيف الحافظة إلا بهذا، يقرأ مرة مرتين، عشر، عشرين، ولا يمل؛ لأنه إذا عرف شرف المقصود هان عليه كل شيء، إذا عرف شرف المقصود والأجور المرتبة عليه فإنه يهون في سبيل تحصيله كل شيء، ويرخص كل نفيس، ولا أنفع لمثل هذا من الكتابة واختصار الكتب، يعني يأتي من يشكو ضعف الحفظ، وأنه قرأ تفسير ابن كثير مراراً، وفي النهاية لا شيء، ما فهم شيء، ولا حفظ شيء، ولا يذكر شيء من التفسير، نقول: يا أخي إذا كنت بهذه المثابة فاختصر تفسير ابن كثير، اختصر تفسير ابن كثير، طيب في السوق في المكتبات مختصرات كثيرة لتفسير ابن كثير، فأنا أضيف نسخة، أنا أقول: لا تضف نسخة إلى السوق، أضف إلى نفسك نسخة، فبمعاناتك هذا الاختصار وتعبك على فهم ما تقرأ، وتمييزك بين ما تثبته وما تتركه هذا يجعل هذا العلم ينقش ويحفر في قلبك.