يقول: ما توجيهكم لمن تساهل في التصوير حتى لا يكاد يمر موقف من المواقف إلا وله فيه بصمة من خلال كاميرته، أي أن الواحد منا لا يجلس في مجلس إلا وقد تعرض لما يسمى بصيد هذه الكاميرات؟
أولاً: التصوير بالنسبة لاختياري ورأيي أنه محرم كما جاءت به النصوص الصحيحة الصريحة، وأنه من كبائر الذنوب -نسأل الله السلامة والعافية- وأن هذه النصوص تناول ما يسمى تصوير بجميع آلاته وأشكاله ووسائله، حتى الكاميرات الموجودة في كاميرات الفيديو والجوال كلها تصوير، كل ما يمكن أن يعاد في غيبتك فهو تصوير، وأما قول من يقول: إن النصوص الشديدة والوعيد الشديد على المصورين لا يمكن أن يتوجه لشخص ضغط زراً في لحظة فأوجدت صورة، والمصور في الحقيقة هو الآلة، وأن الذي ضغط الزر هذا ما فعل شيء كبير يمكن أن يتوعد عليه بمثل هذا الوعيد، نقول: نظيره من ضغط زر المسدس فقتل مسلماً بضغطة زر، الإنسان لا ينظر إلى صعوبة العمل أو مشقة العمل أو خفة العمل يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً، المسألة مسألة امتثال، المسألة مسألة طاعة لله ورسوله،
والمعصية قد تكون كبيرة وإن كان فعلها ومعاناتها يسير، إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، بلى إنه كبير، العذاب وجل عذاب القبر من هذا العمل الذي يظن في عيون الناس أنه صغير، يقول: ضغطة زر تصور لك مائة شخص، وجاء في الحديث الصحيح أنه يقال:((أحيوا ما خلقتم)) يؤمر بنفخ الروح في هذه المائة، فماذا عن من صور الألوف المؤلفة -نسأل الله السلامة والعافية-، وعلى كل حال من أهل العلم من ينازع في دخول هذا في النصوص، وأن يجعل هذا من نوع حبس الظل وشبهه، ولهم اجتهادهم، ولا نعترض على من اجتهد لا سيما من عرف بالعلم والعمل وصدق النية والإخلاص، وأنه لا يتبع الهوى، لكن هذا اجتهاده.