أبداً، هذه الوسائل لا شك أنها معينة لطالب العلم ومختصره لوقته، لكن لا يمكن أن يبنى عليها طالب علم يستقل بها ويجعلها مصدره الوحيد للتلقي، يستفيد منها طالب العلم باختبار عمله، يعمل بيده، يقرأ بنفسه، يبحث بنفسه لا يعتمد على أقراص ولا على فهارس، ولا .. ، لا يعتمد على شيء، توصل إلى المعلومات بنفسه، وقد يصل إلى معلومات هو بأمس الحاجة إليها، عشرات المسائل يقف عليها بنفسه قد تكون حاجته إليها أقوى من حاجته إلى المسألة التي يبحث عنها، لكن إذا أراد أن يختبر عمله خرج الحديث مثلاً من عشرين طريقاً بالنظر وتقليب الكتب، ثم أراد أن يختبر العمل يضغط الزر ويشوف إذا كان هناك طرق زائدة لم يقف عليها، أو هو خطيب بقي من الوقت على الخطبة يسير لا يكفي لتخريج الحديث من الكتب، وأراد أن يطلع على ما قاله أهل العلم في هذا الحديث بدلاً أن يلقيه على عموم الناس دون معرفة لدرجته له ذلك، أما أن يتعلم على هذه الآلات فلا.
ما موقف طالب العلم من اختلاف العلماء؟ وما موقف العامة كذلك من اختلاف وتضارب فتاوى العلماء المعاصرين في بعض المسائل؟
طالب العلم إن كان مؤهلاً للنظر والاستدلال ففرضه أن ينظر ويستدل، ويعمل بما ترجح لديه من خلال النصوص، والذي ليست لديه الأهلية -أهلية النظر- ولا الاستدلال هذا حكمه حكم العامي فرضه سؤال أهل العلم، سؤال أهل العلم.
ويقول هو: تضاربت الفتاوى من يقدم؟ من نأخذ بقوله؟ ومن نترك؟
عليك أن تقدم الأوثق، الأوثق قد يقول قائل مثلاً: أنا عامي لا أعرف كيف أوازن بين هذا هل هو أوثق من هذا أو أوثق من هذا؟ نقول في مثل هذا: تكفي الاستفاضة على ألسنة أهل العلم، والله -جل وعلا- لا يكلف نفساً إلا وسعها، الاستفاضة على ألسنة أهل العلم كافية، ومع ذلك لا بد من توافر الشروط الثلاثة.
وليس في فتواه مفتٍ متبع ... ما لم يضف للعلم والدين الورع
هذا يقول: يتعرض الشيخ المحدث عبد المحسن العباد لهجمة شرسة في منتديات الانترنت فهل من نصيحة لمن يتعرض للشيخ؟