جوال الكاميرا لا شك أنه آلة تصوير وهو بحد ذاته قد يصور ما فيه روح فيكون تصويره محرماً، وقد يصور ما لا روح فيه وتصويره جائز، وإن كان المختار عند الإمام القرطبي المفسر المعروف أنه لا يجوز تصوير خلق الله ولو لم يكن ذا روح، فلا يجوز عنده تصوير الأشجار، لكن عامة أهل العلم على جواز تصوير ما لا روح فيه، مثل ما قلنا: إن هذا الجوال قد يصور المباح وقد يصور المحرم، لكنه يسهل المحرم، وقد يجد الإنسان نفسه في موقف يفرض نفسه عليه التصوير، التصوير يفرض عليه نفسه كيف؟ قد يكون شاب من الشباب صالح لا يرى مثل هذه الأمور وقد ينكر هذه الأمور ولو تمكن من هذه الكاميرات لكسرها، وقد يكون قد شارك في وقت من الأوقات في تكسير الكاميرات في المشاعر، لكنه الآن اقتنى هذا الجوال باعتبار أنه فيه خدمات لا توجد في غيره، لكن ماذا عن الثبات؟ إذا حمل الجوال الذي فيه الآلة اللي تسهل له مزاولة هذا المنكر؟ هذا لا ينتبه، أو قد لا يجد الصراع النفسي في تصوير نفسه، في تصوير والده، في تصوير والدته، في تصوير أخيه، لا يجد صراع قوي في تصوير هذا، لكن ماذا عما لو رزق بطفل وجعل الطفل يحبو مرة ومرتين ثم يسقط، هذا المنظر لن يتكرر عليه مرة ثانية، فيأتيه الشيطان يقول: اغتنم هذه الفرصة والتصوير فيه خلاف، فتجده يجرأ على مثل هذا التصوير، وماذا عن الطفل إذا خطا مرة أو مرتين في بداية المشي يقوم ويعثر يقول له الشيطان: هذا المنظر لا يمكن يتكرر عليك مرة ثانية؟ فيسهل عليه التصوير، ثم بعد ذلك إذا صور صور انتهى، وعرفنا شباب في غاية من التحري والتثبت ثم بعد ذلك لما ملكوا هذه الآلة أقدموا على التصوير وصاروا يصورون من غير قيد ولا شرط، ثم مالوا إلى القول الآخر وقالوا: تبرأ الذمة بتقليد فلان وفلان، لكن المسألة مسألة هوى، كان يرى حرمة التصوير ثم رأى إباحته لا من أجل نظر في الأدلة وتغير اجتهاد، لا، لكن الهوى قاده إلى ترجيح هذا القول من غير نظر في أدلته، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.