شرح القسطلاني المسمى "إرشاد الساري" شرح لا يستغنى عنه, لا يستغني عنه طالب علم، لا سيما الذي يريد أن يفهم البخاري؛ لأن البخاري مروي بروايات متعددة، روى البخاري عن صاحبه، الصحيح رواه عن مؤلفه ما يقرب من مائة ألف راوي، والبخاري وهو كغيره من كتب المتقدمين في كل رواية يزيد المؤلف وينقص ويغير.
فإرشاد الساري ميزته في بيان هذه الروايات، الحافظ ابن حجر اعتمد على رواية أبي ذر وأشار إلى ما عداها، إرشاد الساري لا، أشار إلى جميع ما وقف عليه من الروايات وهذه ميزة له، وهو مفيد من هذه الحيثية على اختصاره، وهو في الجملة كأنه زبدة لفتح الباري وعمدة القاري، فيستفاد منه، ويستفاد لمعرفة ثبوت الخبر من كتب علوم الحديث، وعلوم الحديث مشتملة على أنواع: كل نوع يستفاد منه في ما يخصه، فمنها ما يتعلق بالأسانيد، ومنها ما يتعلق بالمتون، منها ما يتعلق بالظاهر، ومنها ما يتعلق بالباطن: كالعلل، فيستفاد من كتب علوم الحديث، وكتب العلل في إثبات الأخبار وعدم إثباتها.
المنهجية في العقيدة:
كتب العقائد: يتدرج فيها طالب العلم بدءً من مؤلفات الإمام المجدد -رحمه الله تعالى- الأصول الثلاثة، والقواعد الأربع، وكشف الشبهات، ثم كتاب التوحيد، ثم الواسطية، ثم الحموية، والطحاوية، والتدمرية على هذه الطريقة، على هذا التسلسل يمسك المتن الطالب ويحفظ، ويراجع في أول الأمر شرح مختصر يحل له بعض الإشكالات، ثم يراجع ما هو أطول منه على ما تقدم في كيفية دراسة التفاسير وشروح الأحاديث.