الجواب: يعني في آن واحد في وقت واحد، ينوع ويتفنن ويقرأ في أكثر من علم أو يقتصر على علم واحد؟ نقول: الناس يتفاوتون في هذا، منهم الملول الذي يمل بسرعة، فإذا مسك وبدأ بكتاب واحد يمل مثل هذا ينوع، يقرأ في الفنون يجعل له جدول مثل جدول المدرسة، بعد صلاة الصبح لكذا، بعد طلوع الشمس لكذا، إذا كان لديه عمل إلى الظهر بعد صلاة الظهر مباشرة كذا، ثم يرتاح بعد صلاة العصر فن أو فننين إذا طال الوقت، وبعد صلاة المغرب كذا، فيضع جدول، أما إذا كان من غير هذا النوع، عنده صبر وجلد وتحمل لكتاب واحد، فمثل هذا لو اقتصر على فن أو فنين أفضل حتى يتمه ثم ينتقل إلى الآخر، ثم ينتقل إلى الفن الآخر.
هذا يسأل يقول: قول من يقول: إن الغرابة تراعى في الوصف والتفرد في الفعل فيقال: تفرد به فلان، ولا يقال أغرب به؟ ويقال حديث غريب دون حديث فرد، ما صحة هذه العبارة؟
الجواب: نعم يندر أن يقال من قبل أهل الحديث أغرب به فلان، وإنما يقال تفرد به فلان، وحديث غريب أكثر من قولهم حديث فرد، وإن جاء إطلاق الجمع الأفراد، جاء أيضاً إطلاق الجمع الغرائب، وهما متقاربان في المعنى، وأكثر ما يطلقون الفرد على الغرابة المطلقة التي تكون في أصل السند، وأما بالنسبة للغرابة حينما تكون في أثناء السند النسبية، وإلا فالأصل أن المعاني واحدة، منهم من يقول: أنه إذا أُطلق الفعل -مثلما ما ذكر السائل- جاؤوا بالتفرد وإذا وصف الحديث جاؤوا بالغرابة، مثلما ذكر السائل، وهذا كثير في كلامهم، ما يقال أغرب به وإنما يقال تفرد به، والسبب في ذلك: قرب المعنى في اللفظين.
هذا يقول: قررت حفظ ألفية العراقي وألفية ابن مالك ومنهاج البيضاوي في أصول الفقه ومنهاج الطالبين للنووي في الفقه وذلك بالتدرج، ولكن أخبرني بعض الإخوان أن صرف الوقت في حفظ الحديث مثل البلوغ ورياض الصالحين يكون أفضل وأنا في حيرة فما الأفضل علي في أني أحفظ المتون الصغيرة مثل الآجرومية والورقات والنخبة والطحاوية؟