الجواب: على كل حال هذه الكتب من أهم المهمات عند أهل العلم، وهي للطبقة العليا، أعني ألفية العراقي وألفية ابن مالك ومنهاج البيضاوي ومنهاج الطالبين للنووي، يعني منهاج الطالبين يعادل الزاد، ومنهاج البيضاوي يعادل مختصر التحرير، والألفية سواء كانت ألفية ابن مالك أو ألفية العراقي للطبقة العليا، بعد أن توجد الأرضية بتجاوز كتب المرحلة الطبقة الأولى والثانية، فلا بد من المرور ولا يلزم إذا كانت الحافظة ضعيفه، وخشي أن يمضي به العمر والوقت ويكون هذا على حساب الأصول، نقول: سدد وقارب، احفظ من ألفية العراقي ما يختار لك حفظه، لا سيما الثلث الأول، واحفظ من ألفية ابن مالك ما يحتاج إليه؛ لأن هذه العلوم الوسائل لا ينبغي أن تكون على حساب المقاصد، يعني بعض الناس يستهويه علم النحو فيحفظ الآجرومية ويقرأ شروحها ويأخذ عليه وقت طويل، ثم بعد ذلك القطر بجميع شروحه ثم شذور الذهب ثم ملحة الإعراب بشروحها ثم الألفية ثم المفصل بشروحه ينقضي العمر، والنحو كما يقول أهل العلم كالملح، إنما يُحتاج منه ما يفيد الطالب، وكثير من طلاب العلم لا سيما في النحو، قد يقول إنه قرأ في كتب النحو، حضر الدروس لكنه إن قرأ في كتاب لحن، ضبط القواعد وحفظها وفهم، لكن إن قرأ في كتاب لحن، وإن ألقى كلمة لحن، فهل نقول: إنه استفاد من علم النحو مع هذه المعاناة، أو نقول: أن جهده ذهب سدى؟ نقول: استفاد، لماذا؟ لأن علم النحو يفيد فائدتين: الأولى: تعديل اللسان، وهذا يحتاجه المعلم والخطيب والذي يقرأ على الشيوخ بأمس الحاجة إليه، لكن إذا لم يستفد هذا هل يحرم فهم المعاني المتغيرة بتغير الإعراب؟.
افترض أنه ينصب الفاعل ويرفع المفعول، لكن إذا أعرب هل يتصور منه أنه يخطأ في الإعراب بعد معرفة هذه الأمور، يعني وهو يقرأ يسبق لسانه إلى الخطأ، لكن إذا تأمل وقرأ ضرب زيد عمراً، ونطقها ضرب زيداً عمرو وهو يريد العكس، سبق لسانه إلى الخطأ، نقول أخطأ بلا شك.